عزت ابو علي – LebanonON
منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من شهر تشرين الأوَّل الماضي، عادت قوات الفجر الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان لممارسة عملها العسكري في جنوب البلاد، ونفَّذت قواتها عدة عمليات ضد مواقع العدو الإسرائيلي.
الجماعة الإسلامية أعلنت عن ذلك بشكل صريح وواضح من خلال بيانات مكتوبة ومقاطع مُصوَّرة، واعتبرت أن الأمر يُعَدُّ طبيعياً، وأعادت التذكير بتصديها للعدو الإسرائيلي في العام 1982 وعملياتها المُكّثَّفة ضد قوات الاحتلال التي أثمرت عن تحرير مدينة صيدا بوابة الجنوب والتي تُعتبر من أهم معاقل الجماعة الإسلامية على صعيد لبنان.
كما غيرها انتظرت الجماعة الإسلامية في لبنان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالأمس حول أحداث غزة، لكنها بحسب نائب رئيس مكتبها السياسي ومسؤولها في الجنوب الدكتور بسام حمود في حديثه لـ LebanonOn رأت أن ما قاله السيد نصر الله كان متوقعاً لكل المعنيين والمتابعين، بمعزل عمَّا تسبب به من حالة إحباط وسخط عند جمهور واسع من اللبنانيين والفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون مواقف أكثر صرامة وفيها تهديد واضح للعدو الصهيوني.
ويرى حمود أن عدم ذِكر السيد نصر الله لقوات الفجر في خطابه أمرٌ يُسأل عنه حزب الله الذي يُدرِك تماماً بحسب حمود فاعلية هذه القوات في المواجهات الحالية ضد العدو جنوباً، لكته شدَّد على أن الجماعة الإسلامية غير منزعجة من الأمر لأسباب عدة، فالجماعة الإسلامية بحسب تعبير حمود ومنذ منذ بداية العدوان تُمارس حقها وما يمليه عليها واجبها في الدفاع عن لبنان وأهله ولم تنتظر إذناً من أحد للقيام بذلك.
ويُرجح حمود أن عدم إشارة السيد نصر الله لقوات الفجر في خطابه يعود إلى أن الجماعة الإسلامية ليست في أي محور بخلاف كل ما كُتِبَ خلال الفترة السابقة في أكثر من وسيلة إعلامية، وهذا ما يقطع الشك باليقين عند الكثير من وسائل الإعلام بحقيقة تحرك الجماعة وقراراتها الذاتية النابعة من قناعاتها، فضلاً عن عدم وجودها في غرفة عمليات مشتركة مع الحزب وغيره، لكن وبحسب حمود هذا لا يعني عدم حرص قوات الفجر على التنسيق الميداني مع كل المقاومين في الجبهة، وهذا موجود.
ويؤكد حمود أن حركة المقاومة الإسلامية حماس لم تتأثر سلباً بخطاب السيد نصر الله، ويعتبر أن ما يجري في ميدان المعركة هو الدليل من خلال ما وصفها بالبطولات النادرة والاستبسال الذي قَلَّ نظيره وثبات وإصرار المقاومين في غزة على مواجهة العدو، وشدَّد على أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عندما اتخذت قرارها التاريخي في السابع من تشرين الأول الماضي دون أن تُخبر أحد بذلك، وضعت نُصب أعينها كل الاحتمالات، لذلك أعدَّت العُدَّة، وجهَّزت جندها لهذه المعركة وكلها ثقة بصمود أهل قطاع غزة رغم جرائم الاحتلال التي لم يشهد مثلها التاريخ.