الشارع العربي: خطاب السيد نصر الله مُحبِط ... نظرية بطل العام 2006 سقطت إلى غير رجعة؟

خاص ON | عزت ابو علي | Saturday, November 4, 2023 2:40:00 PM

عزت ابو علي - LebanonOn
شكَّل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حالة خاصة في الشارع العربي الذي نَظَرَ إليه على الدوام كبطل حربي أعاد أمجاد الأمة العربية على مدى ثلاثة عقود من الزمن، في تاريخ صراعه مع العدو الإسرائيلي.
وبعيداً عن آراء الأنظمة وصف العرب السيد نصر الله، بأنه جمال عبد الناصر هذا العصر، وهللوا له ورفعوا صوره في شوارعهم ومنازلهم، وحتى في حرب العام 2006 كانت صور السيد نصر الله تُرفع في الأزهر الشريف الذي يُعرَف بأنه أكبر مرجع للمسلمين على مستوى العالم.
لكن الأمر تغيَّر اليوم فغزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق شكَّلت الفيصل لتحديد الموقف من السيد نصر الله.
مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات الاستراتيجية في القاهرة الدكتور محمد حامد قال في حديث لـ LebanonOn إن الشارع العربي برمته كان ينتظر خطاب الأمين العام لحزب الله بفارغ الصبر، فالشارع العربي عامة والمصري تحديداً كان ينتظر أن يُلَقِنَ حزب الله إسرائيل مجدداً درساً قاسياً رداً على عدوانها على الشعب الفلسطيني، خاصة مع تهديدات السيد نصر الله بتدمير كيان الاحتلال في كل مناسبة.
ويرى حامد أن خطاب السيد نصر الله بالأمس حول غزة لم يكن موفقاً، ووصفه بالطويل المُمل الذي لم يضف أي جديد، وكأن حزب الله تنصَّل من الشعارات التي كان يُطلقها دوماً عن وحدة الساحات ووحدة المقاومة ووحدة السلاح.
ويكشف حامد أن مقاتلي حماس تعلموا صناعة الاسلحة وأتقنوا تطويرها وتلقوا تدريبات عسكرية على أعلى المستويات في لبنان وإيران، وحزب الله يكتفي اليوم بمشاهدة الوقائع في غزة وينتظر كما غيره نتائج المعركة، وكأن الحزب ترك من أعدَّهم للمعركة ضد إسرائيل يقاتلون بشكل منفرد لاستخلاص العِبَر في الصراع الطويل مع الاحتلال لا أكثر.
وينتقد حامد عدم تدخل الحزب في هذا التوقيت بالتحديد حيث تعاني إسرائيل من ضعفٍ شديد على جميع المستويات وتشتتاً وانقساماً حاداً على ذاتها.
ويعتبر حامد أن ترويج السيد نصر الله لمعادلة حيفا وما بعد حيفا والأسلحة الدقيقة في خطاباته السابقة، وصمته وقت المعركة فتح أبواب "السخرية" ضده على وسائل التواصل الاجتماعي والانتقاد على القنوات الفضائية لمثل هذا الخطاب وهذا المسار في التفكير، في الشارع العربي من محيطه إلى خليجه بشكل عام.
وعن الشارع المصري يقول حامد إن المصريين كانوا ينظرون قبل هذا الخطاب للسيد نصر الله على أنه بطل قومي، لكنهم بعد خطاب الأمس الذي انتظروه بشغف، خابت ظنونهم وأُحبِطَت آمالهم في ظل الحديث عن ترسانة صاروخية تفوق الـ 200 ألف صاروخ لحزب الله، ويتساءل عن جدوى هذه الأسلحة إِن لم تُستخدم اليوم في هذه المعركة.
ويؤكد حامد أن السبب يعود لعدم تحريك إيران لحزب الله، وذهابها نحو تحريك أذرعها الأكثر ضعفاً في سوريا والعراق واليمن وأكثر بعداً عن إسرائيل، وضربها بشكل متواضع لبعض المنشآت الأميركية، فإيران تدرك عواقب المواجهة المفتوحة خاصة مع الأساطيل الأميركية المنتشرة من مضيق باب المندب جنوباً حتى البحر الأحمر شمالاً ومن الخليج العربي شرقاً حتى البحر الأبيض المتوسط غرباً، وما أوامرها لحلفائها في سوريا والعراق واليمن لضرب مصالح الولايات المتحدة بشكل متواضع إلَّا لحفظ ماء وجهها أمام ما يُفتَرَض أنها حليفتها "حماس"، لكن هدف إيران يتجاوز ذلك فهي تعتبر أنَّ هذا الاستهداف يمنحها أوراق قوة في مفاوضاتها المتعثرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب تعبيره يقول حامد إن حزبَ الله ينتظر نهاية الحرب ويأمل اليوم قبل الغد بوقف إطلاق النار وإعلان حماس عن انتصارها، ويتخوف من تحقيق إسرائيل لأهدافها، لأنَّه سيظهر بصورة المُتخاذل أمام بيئته قبل اللبنانيين أو العرب، في حين أن انتصار حماس سيدفع حزب الله للضغط بشكل هائل لصرف ذلك في السياسة الداخلية اللبنانية خاصة موضوع انتخاب رئيس للجمهورية عبر ترويجه لمقولة "إن معادلة الردع هي من حمت لبنان من مصيرٍ مشابه لدمار غزة" والخروج بمظهر المُنتصر أمام بيئته وسعيه إلى إقناع اللبنانيين بذلك، ويعتبر حامد أن عمليات الحزب في الجنوب اللبناني ضد مواقع العدو الإسرائيلي والتضحية بالعشرات من مقاتليه ما هي إلا مقدمة لتنفيذ مخططه هذا.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا