عزت ابو علي - LebanonOn
لا حديث في الشارع اللبناني يطغى على موضوع الحرب وقادم الأيام، هل تقع أم لا؟ ما هي عواقبها؟ كيف ستبدأ وتنتهي؟ والأهم هل لبنان يتحملها في ظل أوضاعه الكارثية على جميع الصعد؟
بالأمس كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط متوازناً في كلامه في احدى المقابلات التلفزيونية، بدا جنبلاط خائفاً على المصير المجهول للبنان، اعترف أن الإيقاع العسكري جنوباً ضمن الحدود ومدروس، لكنه شدد على أنه عند تفلت الأمور من عقالها فلا أحد يعرف كيف يسيطر على ما سيحصل.
جنبلاط ألمح إلى أن مآسي العام 2006 لن تكون إلا تجربة صغيرة عمَّا سيحصل، مع تلك الأساطيل الكبيرة التي لم تأتِ إلى البحر المتوسط كنُزهة، وهي أساطيل هجومية ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب، أو في حال لم تكفِ مُهمّة الطيران الإسرائيلي في غزة، وهناك قوات مارينز ستنزل على الأرض للمشاركة في عمليات قوات دلتا.
جنبلاط كان واضحاً في مخاوفه حين توجه إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله متمنياً ألا ينزلق لبنان إلى الحرب حرصاً على لبنان وأهل الجنوب، فالسيد مُدرك لهذه المعاناة والمطلوب ضبط النفس.
يرى عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله في حديثه لـ "Lebanon On" أن الصورة ضبابية جداً في الشرق الأوسط، وشدَّد على أن لبنان بانتظار المواجهة وهو دخل فيها بحسب المعطيات على الأرض.
عبد الله أكد أن الذهاب باتجاه الأسوأ مرهون بمواقف اللاعبين الإقليميين المؤثرين في الساحة اللبنانية وموقف واشنطن والدول الكبرى.
وأبدى عبد الله تخوفه من تدهور الأمور نتيجة عدم استعداد لبنان لمواجهة كُبرى بناءً على أوضاعه الداخلية، باستثناء قيام الحكومة بوضع خطة طوارىء للتعامل مع أية تطورات تحصل لكن بالحد الأدنى نتيجة ضعف الإمكانات.
الأهم بالنسبة للاشتراكي اليوم عدم فتح جراح الماضي والعمل على تعزيز الجبهة الداخلية وتماسك الجميع وهذا ما كشفه عبد الله في حديثه لـ "Lebanon On" وقال إن الحزب التقدمي الاشتراكي حضَّر خطة لاستيعاب النازحين في حال حصول حرب، وأكد أن الحزب يعمل ليل نهار من أجل إتمام ذلك بأسرع وقت وبالإمكانيات المتاحة.
وعن الوضع الداخلي أسف عبد الله لما آلت إليه الأمور وشدد على أنه ومنذ اليوم الأوَّل لاندلاع الصراع كان على الفرقاء الداخليين الاجتماع لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة بأسرع وقت للاستعداد للمواجهة، إلا أن ذلك للأسف لم يحصل، بسبب عدم الوصول إلى الرشد السياسي بعد بحسب تعبيره.