ميسا جبولي - LebanonOn
جمّدت حرب غزة الملف الرئاسي في لبنان، مشاهد هذه الحرب التي هزّت ضمائر من ليس لديهم ضمير، قضت على ما كان قد تبقى من برعة امل في الملفات اللبنانية الساخنة، ولا سيما الملف الرئاسي.
ومع انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 من تشرين الأول، تبخرت المبادرات في الملف الرئاسي، وتبخر معها المرشحون والساعي لودريان، وأصدقاء لبنان وكل ما يتعلق بالشؤون الداخلية اللبنانية، وأصبحت العين نحو غزة التي تباد بصمت دولي وغربي رهيب، وعين أخرى على جنوب لبنان حيث سقط حتى الساعة نحو 50 شهيدا.
الداخل اللبناني منقسم بين من "لا يريد أن يجر حزب الله لبنان إلى حرب" و بين من يهتف "يا سيد يلا مشان الله". نزوح من الجنوب، مدارس أقفلت، تهديد وتهويل من العدو، المطار هدف، وكل إشارات الحرب تلوح في الأفق.
من هنا، وبعد مقاطعة طويلة في السياسة، أتت مبادرة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بجولة على القيادات اللبنانية مبادرة ايجابية في وقت تدق الحرب باب لبنان.
كما أتت زيارة باسيل للوزير السابق سليمان فرنجية صادمة للبعض بعد مقاطعة طويلة وحرب كلامية بين الطرفين. وعلى المقولة اللبنانية الشهيرة: "أنا وخيي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب".
فماذا بحث باسيل مع فرنجية؟ وهل ستكون هذه الزيارة لكسر جليد بين الطرفين للبحث بالملف الرئاسي بعد مرور هذا "القطوع" (الحرب)؟
في هذا السياق، أشار نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون الخارجية الدكتور ناجي حايك في حديث خاص مع موقع LebanonOn إلى إنه "خلال لقاء باسيل وفرنجية لم يبحث أبدا الملف الرئاسي، وإنما تم البحث فقط بالأخطار المحدقة في لبنان، فهناك تخوف من اندلاع حرب قريبة ومن مهمة السياسيين اللبنانيين ان يسعوا الى وجود حلول، وعلى هذا الأساس، طلب باسيل مقابلة جميع المعنيين وليس شخصيات معينة".
وعن عدم لقائه الدكتور سمير جعجع، قال الحايك: "جعجع استبق الجولة بهجوم حاد على باسيل، ومؤسف أن يقوم بذلك". وعما قاله جعجع بأن باسيل من خلال هذه الزيارة "يستغبي" اللبنانيين رفض الحايك الرد قائلا: "هذا مضحك".
وعن التمديد لقائد الجيش لفت الحايك إلى أنه: "نحن ضد التمديد لأي شخص في أي منصب وهذا الامر محسوم، وعلينا أن نلجأ إلى قانون الدفاع كما حصل في الأمن العام ومصرف لبنان وبعد انتخاب رئيس وحكومة يتم تعيين قائد جيش".
وختم الحايك قائلا: "الملف الرئاسي ليس مطروحا حاليا، وسيتم البحث في الملف مع فرنجية وغيره من القيادات بعد ان تهدأ الاوضاع الأمنية في المنطقة".
من جهته، أكد المحلل السياسي نضال السبع أن "باسيل فك الحاجز النفسي الذي كان يواجهه سابقا مع الوزير فرنجية وبعد أن كان يهاجمه لفترة طويلة".
وأضاف في حديث خاص مع موقع LebanonOn: "سبب اللقاء الأساسي ليس الملف الرئاسي انما البحث في كيفية تحسين الوضع الداخلي بوجه الاسرائيلي، فهناك اجماع على ضرورة عدم انزلاقنا في الحرب وهناك مخاوف مشتركة من القلق وانهيار الأوضاع في الجنوب ولكن بحال انزلقت الأمور سيكون هناك تماسك لبناني داخلي خلف المقاومة".
وأشار السبع إلى أنه "لا يمكننا ان نتحدث عن أي خرق في الملف الرئاسي حتى هذه اللحظة، فباسيل على موقفه وفرنجية مستمر بترشيحه".
وتابع: "بعد الأوضاع المتوترة في الجنوب، سيزيد حزب الله تمسكه بفرنجية خاصة أنه كان أول شروطه الرئاسية هي ان يكون هناك رئيس ترتاح له المقاومة".
وأضاف: "اليوم من خلال آداء بعض الوزراء، ربما خلق تخوف لدى الحزب خاصة بعد تصريحات ابو حبيب وهذا سيحتم على فريق 8 آذار التمسك أكثر وأكثر بفرنجية".
ووصف السبع اللقاء "بالايجابي جدا، وهو يدفع في اتجاه ترميم البيت المسيحي واللقاء حول نقاط مشتركة لها علاقة بتطورات الوضع الامني والعسكري في لبنان، فالزيارة بالشكل هي خطوة لكسر الجليد وانهت التوتر ولكن بالسياسة كل متمسك بموقفه".
وأردف: "الملف الرئاسي مجمد وليس هناك حرارة شهدناها في السابق بسبب احداث الجنوب، ولكن اللقاء بين الطرفين كان للبحث بالأوضاع الامنية خاصة بظل التوترات في المنطقة والحديث عن توسع دائرة المعارك"، مشيرا إلى أن "لودريان كان في الدوحة واجتمع مع الوزير الخارجية القطري حيث بحث في التمديد للمهلة المعطاة له حتى نهاية هذا العام، ولكن بظل الاشتباك في الجنوب لا يمكن الحديث عن اي وساطات رئاسية واي دور للخماسية".
وختم مؤكدا: الملف الرئاسي مجمد بانتظار ما سيحدث في غزة".
ويبقى السؤال، إذا جمعت الجبهة الجنوبية الخصوم بوجه العدو، فلما لا يجمعهم الملف الرئاسي؟