محمد عبد الرحمن-LebanonOn
يتدحرج الوضع في المنطقة من سيء الى اسوأ، ما يشير الى ان وتيرة السيناريوهات على المستويات كافة تميل الى الخروج من الرتابة اليومية باستثناء المتابعة المقلقة لتطورات الموقف العسكري في الجنوب سواء في ما يتعلق برد حزب الله على القصف الاسرائيلي، أو فيما يتعلّق بالتطورات اليومية داخل قطاع غزة.
يكشف المستشار في القانون الدولي والفيزياء النووية د.هادي دلول في حديث لـ LebanonOn، عن أن "محور المقاومة يعمل وفق معادلة كل يوم بيومه، ولا يوجد أي خطة ثابتة.. ومن الممكن بعد ساعة أن يشن المحور هجومه ويدخل فلسطين المحتلة، ومن الممكن أن يدخل حزب الله الى مزارع شبعا بعد ساعة، وأيضاً من الممكن أن يبقى الوضع على حاله".
ويتابع: "في نهاية المطاف، المحور هذه المرة لا يحارب "داعش" او نوعا من الحركات الجهادية، بل يحارب مجتمعا مجندا لحماية اسرائيل، أما الشق المريح أن الصوتين الصيني والروسي الى جانب محور المقاومة اضافة الى الصوت الكوري الشمالي، الذي أعلن عن تحركه ولكن هؤلاء ليسوا بمقاومين، وغير مستعدين برمي أنفسهم الى الموت كالعنصر المقاوم على الارض (محور المقاومة)".
وهنا يشدد دلول على أن "كل خطوة، سيخطيها محور المقاومة سيكون مسؤول عنها أمام شعبه أولاً، وأمام العالم أجمع ثانياً، وأيضاً أمام السياسات الدولية ثالثاً، لأنك تحارب دولة تحمل صفة أممية ولها اسم "اسرائيل"، وبالتالي الحرب عليها يكون بالنظام الفكري والسياسي ويجب أن تستعمل الحنكة والخدعة لاستدراج ما هو لازم الى أرض المعركة، وهذا الامر الذي لا يستوعبه البعض لمنظور هذه الحرب".
ويقول: "نحن نعلم بوجود ضحايا وشهداء وأطفال و أبرياء، ومدن تدمر، وهنا الامر مختلف، وهذا الاختلاف يتطلب خطة في المعركة. وبما أن الاسرائيلي غير قادر على دخوله منفرداً في هذه المعركة، ما على محور المقاومة الا تقطيع أوصال الاسرائيلي عن حلفائه، وهذا ما حصل، والا كنا شاهدنا الطيران الاميركي عند وصوله الى البحر من المتوسط بالقرب من ليبيا بدأ بالقصف لمساندة الاسرائيلي، اما النقطة المهمة بأن الاميركي لا يدخل في هذه المعركة في حال دخول حزب الله بها، وان ما يفعله الاخير في الجنوب يندرج بمثابة "الضرب على الوجع"، كي يوصل للاميركي بأنه حاضر هنا على الجبهة في حال تدخل في الحرب الى جانب الاسرائيليين، كما أن الجبهة السورية من ناحية الجولان على أهبة استعدادها، ومن ورائها قوة روسية، ولكن كل شيء يتحضر ضمن الخطة الموضوعة والتي تترافق مع قوة حماس داخل قطاع غزة".
أما عن الحرب الكبرى، يشدد دلول على أنه "لا يمكن حدوث حرب كبرى في الوقت الحاضر، وستتضح الامور في الايام المقبلة لتصل الامور الى نهايتها، لان الحرب الكبرى تعني حربا عالمية وستدخل بها دول عظمى في العالم، وهذا ليس بالوارد في هذا التوقيت، والآن لا أحدا منهم يريد الحرب".
ويؤكد بأن "من ناحية محور المقاومة، فهو جاهز وحاضر ليقوم بحرب عالمية ثالثة، ولكنه لن يبدأ بالطلقة الاولى، ليس خوفاً، بل لأنه قادر على حلّ هذه الاحداث بهدوء"، لافتاً الى أن "المطلوب حالياً هو "تطفيش" الاوروبي والاميركي من المنطقة للدخول في المعركة، لتبقى المعركة بين محور المقاومة و الاسرائيلي وحده، لأن حماس والقسام وحزب الله قادرين على ادارة المعركة منفردين في حال لم يتدخل الاميركي أو الاوروبي، وهذا ما يحاول حزب الله ايصاله لهم من خلال ما يقوم به على الجبهة الشمالية".
أما عن قرار الاجتياح البري لغزة، يشير دلول الى أن " الاسرائيلي يتراجع لانه غير قادر على اتخاذ هذا القرار، وبالمقابل يريد اطفاء غليان المستوطنات الاسرائيلية، لانهم يعلمون بان في هذه الحالة حزب الله سيشن الهجوم المباغت عليهم بكم كبير من الصواريخ لا بل بالآلاف، وأحدهم قال بأن نصر الله يأخذ الصواريخ من ايران مجاناً، وهذا لا يمنعه من اطلاق آلالاف الصواريخ عليهم من دون أن يسأل عن أمر ما".
ويلفت دلول الى انه "يتمنى ان يجتاح الجيش الاسرائيلي غزة، لانه سيتلقى درساً لن ينساه في تاريخه، لان الغزيون وعناصر المقاومة في غزة صامدون حتى الآن، والعزيمة بينهم أكبر، فعندما يدخل الجيش الاسرائيلي لا نعلم بما سيحدث به من قبل صواريخ القسام والحزب ومحور المقاومة لانهم سيرمون صواريخهم بشكل هستيري عليهم لان المدن أصبحت مدمرة، ومن يدخل من الجيش الاسرائيلي سوف يباد في داخل غزة لأنها أصبحت أرضاً محروقة، وهذه هي مخاوف الاسرائيلي".
ويقول: "من يقلب المعادلة، فهو الكوري في حال تدخل في هذه الحرب، لانه اذا ارسل زورقا واحدا فقط الى المتوسط ستهرب جميع الاساطيل الموجودة، لان الكوري لا يهاب شيئاً، ومن الممكن أن يهددهم بالقنبلة النووية على متن زورقه لانه ليس بحاجة لأسطول كبير كي يرعبهم ليتراجعوا".