تيريزا فخري - LebanonOn
صوت طيران حربي في الأجواء، دوي انفجارات صاروخية، ورائحة بارود تفوح فوق المناطق الحدودية.
طبول الحرب تقرع اليوم وكأنها فقدت عقلها، والميدان ينتظر الخط الأحمر الذي سيجتازه العدو الإسرائيلي من أجل ان ينغمس حزب الله في الحرب.
الا ان هذه الحرب ليست سهلة أبداً على حزب الله وعلى المحور الايراني كما يزعم البعض، فالقواعد العسكرية الأميركية لم تأت بنزهة الى البحر المتوسط، بل أتت بمهمة واضحة وهي التصدي لحزب الله. كما ان الدول الاوروبية واضحة بموقفها الداعم لإسرائيل.
وآخر هذه المواقف، أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تل أبيب، حيث اعتبر أنّ حزب الله يقف على مشارف الحرب، وأكد ان فرنسا ستبذل كل ما في وسعها لإعادة امن واستقرار اسرائيل.
وفي هذا السياق، ترى أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى نقولا، ان "ماكرون يأتي بعد الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وجميع الموفدين الأوروبيين الذين اتوا الى اسرائيل لتقديم الدّعم، الا ان ما كرون تأخّر في زيارته، وهي مجرّد دعم إضافي لا تحتاجه إسرائيل، كونها تقوم بقتل المدنيين في غزّة منفردة"، اضافة الى ان "هناك زحفا غربيا تجاه اسرائيل مدعوم بذريعة "حق تل أبيب بالدفاع عن نفسها، حيث ان الغرب يجمّل الجرائم الإسرائيلية اليوم لأنها سمحت بدخول المساعدات الى غزة، الا انه وقبل الحرب، 250 شاحنة من المواد الغذائية كانت تدخل غزة، واليوم 20 شاحنة تدخل فقط، "فعن اي مساعدات وانقاذ للوضع الإنساني يتحدّثون؟"
وأضافت نقولا: "ماكرون يسعى للإفراج عن الرهائن الذين يحملون الجنسية الفرنسية، وهذا جهد تقوم به جميع الدول، وليس هناك اي تعويل على اي خطوة يقوم بها ماكرون، من هدنة او وقف لاطلاق نار انما العكس تماماً فهو هدّد لبنان من اسرائيل".
واعتبرت ان التهديدات الدولية التي تُطلق تجاه حزب الله وآخرها من ماكرون، تأتي بعدما استطاع الحزب ان يمنع اسرائيل من تحقيق أهدافها في لبنان في الـ2006، وبعدما هزمها استراتيجيّاً، وذلك بإعتراف الإسرائيليين أنفسهم.
وأردفت نقولا: "حزب الله اليوم راكم الكثير من الأسلحة النوعية والصواريخ الدقيقة، ويملك أسلحة لا علم لأحد بأنه يمتلكها، بالإضافة الى الخبرة القتالية التي راكمها في سوريا، الى ان أصبح قوة قادرة على ردع اسرائيل وتهديدها أيضاً. لذلك، فإن دخول حزب الله المعركة سيغيّر مجرياتها، سواءً في غزة ام في المنطقة، فإذا دخل حزب الله هذه المعركة وتدخّلت الولايات المتحدة، أو قوى حلف الناتو، فقد تنجرّ المنطقة كلها الى حرب كبرى، خاصة ان الجيش الروسي موجود في سوريا، اضافةً الى القواعد الأميركية التي تعرّضت لتهديدات، بأنها لن تكون بمأمن في حال فُتحت الجبهات".
وشدّدت نقولا على ان حرب غزّة قد تتطوّر الى فتيل حرب عالمية ثالثة، ولكن هناك محاولات لضبط هذه الحرب. فإذا اشتعلت الجبهة اللبنانية وتمدّدت الى الجبهات كلها وتعرّضت القواعد العسكرية الأميركية للإعتداء، فسيعلم الأميركيون انهم مستهدفون، وقد يرتّبوا تدخّلاً لحلف الناتو، ما سيُرتّب تدخّلاً من ايران كدولة، والروس المتواجدين في سوريا، حيث ان المساعدة الروسية ليست بعيدة، خاصةً ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدد وحذر بايدن من استهداف حاملة الطائرات الموجودة في البحر الأبيض، بصواريخ روسيّة من البحر الأسود.
الا ان وبحسب نقولا، هذا الإحتمال بعيد، لأن جميع الأطراف تعمل على عدم تطوير الأحداث، من أجل الا تتدحرج الأمور، ولكن الإحتمال يبقى وارداً.
وفيما خص الأوضاع داخل غزة، قالت نقولا: العرب رفضوا موضوع تهجير الفلسطينيين من غزة، وتم تهديد إسرائيل بأن هذا الخيار سيفتح الجبهات كلها، اي ان الخيار الإسرائيلي بالتهجير الجماعي لأهل غزّة سقط، اما الخيار الثاني المطروح عسكرياً، فهو ان تقوم اسرائيل بشيء شبيه بالعملية البرية تدّعي فيها الإنتصار، داخل فلسطين المحتلة، وبعدها يتم الطلب بوقف اطلاق النار ويكون هناك نوع من مسار جديد.
وختمت: المعركة هي معركة وجود لإسرائيل، والغرب لن يسمح بهزيمتها، فما هو هذا الأمر الذي ستدّعي فيه اسرائيل الإنتصار؟