عيسى طفيلي-LebanonOn
بعد تصاعد حدة التوتر في جنوب لبنان بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، بدأ اهالي الشريط الحدودي في جنوب لبنان بالنزوح الى اماكن بعيدة عن المواجهات العسكرية التي باتت تحصل يوميا، والوجهة هي جبل لبنان او جبيل او غيرها من المناطق التي تعتبر امنة وبعيدة عن اماكن تواجد المقاومة، لكن اللجوء الى الجبل على وجه الخصوص، له ثمنه، والثمن ليس بقليل عند بعض السماسرة واصحاب الشقق.
مؤخرا، ارسل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لقادة حزبه، ان عليهم استقبال ابناء الجنوب في حال النزوح هربا من القصف الاسرائيلي، كذلك الوزير السابق وئام وهاب، كان قد اعلن عن فتح بيوت الجاهلية للنازحين في حال تدحرجت الامور جنوبا، لكن ما يحصل على الأرض يخالف تعاليم الزعيمين الدرزيين، اذ أن من يتصل ليستأجر منزلا في بعض الأماكن في الجبل، يدخل في صدمة من غلاء الأسعار.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، في بلدة السمانية في قضاء الشوف، وصل سعر ايجار الشقة التي تبلغ مساحتها ١٠٠ متر الى٧٠٠ دولار، واللافت انها غير مفروشة ومقطوع عنها المياه والكهرباء، بينما يتراوح سعر الشقة المفروشة مع كامل التفاصيل الأساسية، بين ٩٠٠ و ١١٠٠ دولار، لتفوق اسعار الشقق في ايام النزوح أسعار الشاليهات في فترة السياحة الصيفية.
الأسعار التي تطرح على بعض النازحين، أقل ما يقال عنها انها استغلالية، على اعتبار ان النازح بحاجة الى مأوى لعياله، فبعض أصحاب الشقق، يعتبرون ان الحرب فرصة لنهب النازحين وجمع الأموال، لا لإيوائهم والوقوف الى جانبهم، في احلك الظروف التي تعيشها بلداتهم من جراء الضربات الاسرائيلية.
ما يحصل، يبقى برسم من اعلن عن استعداده لاستقبال النازحين، وعلى الدولة وضع حد للجشع الذي يمارسه اصحاب الشقق في وجه الخائفين من تطور الامور في جنوب لبنان.