عزت ابو علي - LebanonOn
انقلب السحر على الساحر، وجرف طوفان الأقصى كل ما قام به العدو الإسرائيلي من تحصينات على مدى أكثر من عشرين عاماً حين اتخذ قراراً بحصار غزة وخنقها إلى الأبد.
أربعون كيلومتراً بما فيها من مواقع عسكرية ومستوطنات باتت في قبضة المقاومة، ليتحول غلاف غزة إلى ساحة حرب بين المقاومة والاحتلال.
كل ما حصل أفقد إسرائيل السيطرة وهي لم تستفق لغاية الآن من الصدمة لا على المستوى العسكري ولا السياسي حتى، ووصل صراخها إلى واشنطن التي أهبت قوة من بحريتها لدعم الاحتلال.
وعن كيفية حدوث العملية قال مصدر عسكري في غرفة العمليات المشتركة لـLebanonOn إن كتائب القسام اعتمدت في خطتها على الاقتحام وقتل وأسر عدد كبير من الأعداء، وتلا ذلك السيطرة على مناطق بمستوطنات غلاف غزة، والتحول إلى خلايا تتخذ من المستوطنين رهائن داخل المستوطنات، بهدف تكبيل جيش العدو، ومن ثم نقل الأسرى من عسكريين ومستوطنين إلى داخل غزة.
وأكد المصدر أن المقاومة تمكنت من أسر قيادات عسكرية إسرائيلية في المنطقة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة خلال عمليتها، وشدَّد على أن الفصائل تختزن مفاجأة من حيث عدد الأسرى الإسرائيليين ونوعيتهم، إلى جانب عائلات إسرائيلية بأكملها، ولفت إلى أن ما كُشف لغاية الآن أقل بكثير مما حققته المقاومة.
المقاومة وفي غضون ساعات بحسب المصدر أخرجت مواقع إدارة العمليات الإسرائيلية في منطقة الجنوب عن سيطرة الاحتلال، عبر هجمات برية وبحرية وجوية.
لكن ورغم هذا الإنجاز غير المسبوق، إلا أن الطامة الكبرى على العدو هو فشل دوائر استخباراته في توقع العملية حتى، وكشف عن أن الخطة أُعِدَّت منذ عملية سيف القدس، وسط إحاطتها بالسرية التَّامة، وانحصر الإفصاح عنها للمعنيين بها فقط، حيث لم تطلع على الخطة أطياف كبيرة من ساسة المقاومة وعسكرييها، وعملية سيف القدس كانت البداية لطوفان الأقصى، وعرف معدو سيف القدس مدى ضعف اليهود وعدم استبسالهم بالقتال كما السابق، بمعنى أن سيف القدس كانت استطلاعاً للقوة وطوفان الأقصى هي العملية الأساسية.
واعتمدت المقاومة في خطتها على عنصري السرية والمفاجأة حيث نفَّذت هجمة استباقية وباغتهم بهجوم كاسح.
ولفت المصدر إلى أن العدو استسلم بشكل مفاجىء، وعزا السبب إلى غياب روح القتال عند الجيل الجديد، الذي لا يريد تحمل حروب أجداده، بالإضافة إلى حالة ألا تدين عند غالبية هذا الجيل من الإسرائيليين.
وعن أفق العملية أكد المصدر أن مطالب المقاومة معروف، وعلى رأسها تبييض السجون أي الإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى في عملية تبادل مع كيان العدو، وفك الحصار عن القطاع بالإضافة إلى وقف انتهاك المقدسات.
وفي وقت لفت فيه المصدر إلى أن العدو الإسرائيلي سيعمد إلى قصف المدنيين بشكل جنوني للضغط على المقاومة، لفت إلى أن الجهوزية العالية للتصدي لجميع السيناريوهات خاصة عملية برية معادية ضد القطاع، هذا يتوقف بناء على التطورات الدراماتيكية المقبلة، مع كشفه بأن أولوية الاحتلال هي تصفية المقاومين الذين سيطروا على المستوطنات وتحرير أسراه، بالموازاة مع شن هجوم عنيف ضد المقاومة في غزة.