حسين صالح - LebanonON
النازحون السوريون في لبنان.. كلمتان أصبحتا تشكلان كابوسا للبنانيين مع التزايد المرعب الحاصل أخيرا، ناهيك عن الخطر الأمني الذي تشكّله موجة النزوح الأخيرة، خصوصاً أن العدد الأكبر في هذه القوافل هو من فئة الشباب. ولو كان النزوح اقتصاديا أو أمنيا، فلما لم نشهد هذه الموجات في "عز الحرب" بين عامي 2013 و2015 مثلا؟ ولما هذا "الكرم" الأممي و"البذخ" لناحية تقديم المساعدات للنازحين في لبنان؟
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استشعر في خطابه الأخير الخطر الذي بات يشكّله الوجود السوري في لبنان، والموجات غير الاعتيادية الحاصلة على الحدود "المتفلّتة"، ودعا إلى تطبيق استراتيجية لـ"تنفيس لبنان"، شبيهة بخطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وهي فتح البحر أمام النازحين السوريين إلى أوروبا، و"لنرى كيف سيأتي الأوروبيون إلى لبنان للاستماع إلى مطالبه" بحسب نصرالله.
في المقابل، علت أصوات معارضة لخطة السيد نصرالله، إذ قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني مؤخرا إن هناك فرقا بين "كب النازحين بالبواخر في البحر وبين أن تكون العملية منظمة من قبل الأمم المتحدة لتوزيعهم إلى البلدان التي تقبل اللجوء"، كما اعتبر البعض أن تسهيل المرور للسوريين عبر البحر تصرف غير إنساني، مع العلم أن نصرالله أوضح في حديثه أن هذه الاستراتيجية لا تطبق بطريقة عشوائية بل من خلال مراكب مطاطية إنما ببواخر مجهزة وآمنة.
وقد علّق نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفزلي في حديث لـLebanonOn على الاستراتيجية المعروضة من قبل نصرالله، قائلا: "إن هذه الاستراتيجية هي الطريق السليم لإمكانية بلوغ هدف يتعلّق بمسألة النازحين، ونحن بحاجة إلى موقف لبناني موحّد".
وعن الأصوات المعارضة لخطة السيد، وخصوصا حاصباني، قال الفرزلي إن "الأخير ينتمي إلى حركة كانت من أول المستقبلين والمصفقين لضرورة دخول السورييين إلى لبنان على قاعدة إمكانية استعمالهم بحرب تودي إلى فتنة سنّية – شيعية". وتوجّه الفرزلي إلى "القوات" ناصحا إياهم بـ"الجلوس جانبا في هذا البلد".
وشدد الفرزلي على أن "الديموغرافية اللبنانية أمام خطر وجودي، ومن يعتقد أن السوريين سيبقون ضمن المناطق المسلمة ولن يخرجوا إلى سواها فهو غبي، ومن لا يريد تطبيق الخطة المطروحة خوفا من الغرب فليبقي النازحين ويستعد لأن يصبح عددهم 6 ملايين".
مشاكل لبنان كلها تكمن في حل واحد، وهو وحدة الموقف، فكلما عرض فريق حلا منطقيا يصب في صالح لبنان يظهر الفريق الآخر ويظهر معارضته بشكل "فج" ولو كان ذلك على حساب مصلحة البلد، وعندما يأتي يوم 22 تشرين الثاني يحتفلون باستقلال لبنان "الشكلي" ويتناسون أن أغلب القرارات الداخلية رهن الخارج...