حسين صالح - LebanonOn
تتفاعل في الآونة الأخيرة قضية احتمال التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، وما زاد هذا التفاعل هو تبادل الزيارات بين الطرفين في توقيت لافت، إذ زار وفد سعودي إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود منطقة الضفة الغربية، في المقابل وصل وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس إلى الرياض للمشاركة بمؤتمر أقامته الأمم المتحدة، وقال حينها: "سأعمل على إقامة تعاون لتعزيز السياحة والعلاقات الخارجية لإسرائيل".
ولكن كيف سيؤثر هذا التطبيع – إن تم – على منطقة الشرق الأوسط عموما وعلى لبنان خصوصا؟
يجيب الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية د. ألفرد رياشي في حديث لـLebanonOn، ويقول إنه "منذ 3 سنوات ذكرت بأن أقليات المنطقة الرافضة للتطبيع مثل العلويين والشيعة والأكراد لم تكن تجرؤ على القيام بذلك من دون السنّة، واليوم اختلف الوضع"، معتبرا أن "هذه الأقليات ستحذو حذو السنّة وبالتالي المنطقة كلها ذاهبة إلى التطبيع".
وعن تأثير هذه العلاقات الممكنة بين الرياض وتل أبيب على موقف حزب الله، رأى رياشي أن "الحزب متريّث بكثير من الملفات لأنه ينظر إلى مسار اتجاه المنطقة، وهو بدأ ينتقل من المرحلة المسلّحة إلى المرحلة الاقتصادية والمالية، وستكون مدة هذه المرحلة الانتقالية 5 سنوات تقديريا"، موضحا أن "نفوذ الحزب العسكري لن ينتهي كليا لكن ممكن أن يتحوّل إلى صورة أخرى بما يناسبه".
وأشار رياشي إلى أنه "لا وجود لما يُدعى مقاومة احترازية، بل يوجد قوى أمنية أو إذا أحبّوا يمكنهم تقديم سلاحهم للجيش اللبناني".
واعتبر رياشي أن " ليس لأحد مشكلة بمسألة التطبيع، وفلسطين ممكن أن تتحرر بعدة طرق ليس فقط بالقوة، ولا أحد يعلم متى ينتهي الكيان الإسرائيلي ربما بعد 25 أو 30 سنة، فعندما تضعف أو تنتهي أميركا تكون نهاية إسرائيل أي يمكن حينها محاربتها بالقوة، ولكن ذلك مرتبط ببقاء الولايات المتحدة دولة عظمى، وقد تبقى كذلك 100 عام.
ولفت رياشي إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري افتتح في الثمانينات لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين"، وسأل: "هل انتهت هذه اللقاءات"؟
وتحدّث الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية عن نتائج التطبيع مع إسرائيل على لبنان، وقال إن "لبنان سينجر إلى موجة التطبيعات الحاصلة لكن في وقت متأخر، وقد بدأنا بذلك عند توقيع اتفاق الترسيم الحدودي وبعد الاعتراف بها كدولة، ونحن اليوم على سكك التطبيع وبداية لاتفاق سلام، وخلال السنوات الخمس المقبلة ستُقفل ملفات الشرق الأوسط".
في سياق متّصل، تؤثر اهتمامات المملكة الحالية على علاقتها مع لبنان، في ظل ما يعانيه من مشاكل داخلية، إذ أكد رياشي أن "السعودية اليوم لا تهتم كثيرا بلبنان، فهي تعطي حيّزا كبيرا للمبادرة القطرية، والمملكة تنظر للبنان كتحصيل حاصل بناء لما ستؤول إليه الأمور، والعلاقة بين لبنان والسعودية خلال الـ5 – 10 سنوات المقبلة لن تكون متطوّرة".
أما بالنسبة لتأثير التطبيع السعودي - الإسرائيلي على الاتفاق الإيراني – السعودي، فقال رياشي إن "هذا التطبيع لن ينعكس سلبا على الاتفاق بل سيعززه، والأمير محمد بن سلمان يقوم بصلح لمدة معينة، فابتز الصيني وجعل الإدارة الأميركية الحالية تقوم بدعمه، ليكون له القدرة على حكم العالم الإسلامي".
حزب الله الذي لطالما يؤكد ويشدد دائما على حق المقاومة وحق عودة الفلسطينيين إلى بلادهم، بالإضافة إلى الإيمان بالقضية وتحرير الأراضي المحتلة، فهل يأتي يوم ويكون تطبيع المنطقة مع إسرائيل سببا لإسقاط حلم محور المقاومة، أم أن تحرير أرض المهد سيكون أقوى من ظلم ومنع الفلسطيني من العودة إلى أرضه؟