ميسا جبولي

هزّ الإعصار "دانيال" العالم برمته، وليس ليبيا وحدها، بعدما خلّف آلاف الضحايا والمفقودين. وقبل أن تنهض ليبيا من كارثة انسانية سجلها التاريخ، فاجأت العاصفة "الياس" اليونانيين بالفيضانات والدمار حيث انتشرت مشاهد مرعبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعاصفة جديدة أدت الى سقوط عدد من القتلى والمفقودين. وحذّر الأب ايلي خنيصر عبر حسابه على فيسبوك من ان العاصفة "الياس" قد تصل الى لبنان. عوامل طبيعية كثيرة نشهدها في الأيام الأخيرة، حول العالم، فهل بات المشهد قريب من لبنان؟ وهل يصل "الياس" بقوة على لبنان؟

في هذا السياق، قال الأب ايلي خنيصر في حديث خاص مع موقع LebanonOn إن "هذا المنخفض آت من اليونان وأطلقت عليه الأرصاد الجوية اليونانية اسم "الياس"، ويعتبر "الياس" شبيه تقريبا لـ "دانيال" لناحية قوة تدفّق المياه التي جرفت المباني والمنازل والسيارات".
وأضاف: "هذا المنخفض الجوي يبدأ بالانحسار عن اليونان ابتداء من صباح يوم غد الجمعة وسينحرف نحو اسطنبول ليخترق المناطق الجنوبية من تركيا خاصة انطاكيا ومارسين ويتمدد على سواحل سوريا اعتبارا من صباح السبت حتى يصل الى لبنان بدءا من بعد ظهر الاحد"؛ مؤكّدا أن "الياس" سيصل إلى لبنان كمنخفض اعتيادي، ستأتي امطاره على الساحل ما بين 30 و 90 ملم.
وشدد خنيصر على أن "الخطورة تكمن مع وصول هذا المنخفض على المناطق الساحلية التي لم يتم تنظيف مجاريها وفتح كل المجاري والطرقات، مشيرا إلى أن وزير الاشغال محمد حمية بدأ بما يملك من قدرات بتفقد معظم المناطق الساحلية التي هي عرضة للفيضانات". وأشار إلى أنّ "منذ اسبوع اطلقت صرختي وحذرت من خطورة ان نقع في نفس المشكلة التي نقع فيها كل سنة مع أول شتوة، مذكرا بما حصل العام الماضي عند اول شتوة في جونية وكفرحباب ومخيم البداوي التي غرقت بالمياه".

وحذّر خنيصر قائلا: "الخطر موجود ولكن تخف خطورته اذا تحرك المعنيون خلال الساعات المقبلة، وقاموا بتنظيف المجاري والأنهار والطرقات من النفايات، واذا لم يتم تنظيف الطرقات، ستساهم النفايات مع كمية الامطار المتساقطة الى غرق الطرقات ورفع منسوب المياه".
وتابع: "بعد مراقبة لمدة 12 سنة لكل ما يحصل في لبنان، لاحظت انه عند كل اول شتوة تعوم الطرقات وتغرق الناس على الطرقات لساعات وساعات، فالارض بعد فصل الصيف تكون شديدة الجفاف ولا يمكنها ان تستوعب كمية المياه المتساقطة، واذا كانت المجاري وقنوات المياه لا تستوعب ايضا هذه الكمية ستحصل الكارثة".
وعمّا اذا كنا سنشهد نفس سيناريو اليونان وليبيا طمأن خنيصر، قائلا: "كمية الأمطار التي ستتساقط في المناطق الجبلية تبلغ ما بين 10 و 20 ملم أما على الساحل، قد تبلغ ما بين 30 و90 ملم، أمّا في اليونان تساقط خلال يومين فقط ما يقارب الـ350 ملم ما سبّب الكارثة".
وعمّا ينتظر اللبنانيين خلال فصل الشتاء، أجاب خنيصر: "لا يمكننا ان نتوقع كيف سيكون فصل الشتاء في لبنان، فالاستنتاج العلمي يقول بما ان المحيط الأطلسي حركته ناشطة وجيدة وانخفضت حرارته، قد يبعد مثل هذه الكوارث".
وختم خنيصر مناشدا كل المعنيين والبلديات التنبه والتحرك خلال الساعات المقبلة قبل أن تصل العاصفة "الياس" الى لبنان وتقع الكارثة".