محمد عبد الرحمن-LebanonOn
في ضوء الاحداث والمستجدات الاخيرة في الملف الرئاسي اللبناني، ولا سيما في المراوحات بين الافرقاء اللبنانيين، أتى التصريح الاخير للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي نصح اللبنانيين في الذهاب نحو الخيار الثالث.
بالتوازي لا تزال المفاوضات بين التيار الوطني الحر وحزب الله مستمرّة، ولكن يبدو إنّ الطبخة لم تكتمل حتى الساعة إن لم نقل "إحترقت"؛ فكيف هي أجواء التيار الوطني الحر من هذه التطورات؟ وأين أصبحت المفاوضات بينه وبين حليفه؟
في هذا الاطار، كشف النائب في تكتل لبنان القوي غسان عطاالله في حديث لـLebanonOn عن أن "االمفاوضات مع الحزب بدأت لكي نحقّق خرقاً في موضوع الملف الرئاسي، ولم تكن سهلة في الظروف الراهنة، فتوصّلنا الى وضع نقطتين أساسيتين في النقاش مع حزب الله وهما اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني، وحصل الخرق في هذا الجدار، وقمنا بتأليف لجنة من طرف التيار ولجنة من طرف حزب الله في التفاوض وصولاً الى التفاوض مع حركة أمل".
وأشار عطاالله الى أنّ" التقدم في موضوع اللامركزية الادارية كان سريعاً، وحقق نتائج لم نكن نتخيّلها حتى، وهي نقطة موجودة في اتفاق الطائف ولم تتطبق"، معتبرا انّ "تطبيقها اليوم يساعد في تغيير النظام اللبناني السائد او المتعارف عليه".
أما فيما يخصّ الصندوق الائتماني، قال عطا الله: "إنّ هذا الأمر يحتاج الى المزيد من النقاشات والمفاوضات لانه موضوع كبير ونتمى ان نصل فيه الى خواتيم سريعة، لكنّه يحتاج الى وقت طويل".
وتابع: "إقتضينا أن نذهب إلى خيار المرشح الثالث، من خارج الأسماء المطروحة التي يقبل بها فريق ويرفضها آخر، لنصل الى مرونة في هذا الخيار، إلى إسم يتبنّاه المسيحيون ويكون مقبولا لدى الفرقاء الاخرين".
وأضاف: "إن هذه المفاوضات التي تبدو انّها مثمرة، ستُقنع الثنائي الشيعي بأنّه لا يمكنه فرض مرشح على المسيحيين في لبنان، وبأنّ على المرشح ان يكون مقبولاً من كل الاطراف اللبنانية".
وتابع: "نحن في التيار الوطني الحر لا نملك اسما معيّنا لنتبنّى ترشيحه، ولكن يوجد أسماء عند التيار مقبولة كاسم جهاد أزعور، وغيرها من الأسماء التي نراها غير منغمسة في قضايا الفساد وقادرة على الانقاذ في هذه المرحلة، ومن هذه الاسماء اللواء الياس البيسري والوزير السابق زياد بارود، لأن التيار يريد طرح أسماء مقبولة من جميع الاطراف ليتم التوافق عليها في مرحلة الانقاذ وقادرة على لمّ شمل كافة الاطراف اللبنانية".
وعن طرح اسم قائد الجيش جوزيف عون، أشار عطاالله الى أن "قرارنا واضح في طرح اسم جوزيف عون، خصوصاً عندما قال لا يعنيه الترشح الى الرئاسة، وهو قائد جيش وله دور ويؤديه، ولا يملك الظروف المناسبة ليكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وهذا رأينا أيضا في ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية".
أما عن التقاطع مع فريق المعارضة حول اسم جهاد أزعور، قال عطاالله: "لم يسقط هذا التقاطع واذا ذهبنا الى المجلس النيانبي اليوم او غدا سنصوّت لجهاد أزعور، ولكن ما نريده هو اتفاق بين كل الاطراف اللبنانية حول اسم المرشح وسنكون جزءاً من هذا الاتفاق".
اما عن الحوار، فلفت الى أنّ "التيار يريد أن يعرف كيف سيدعو الرئيس نبيه بري الى الحوار، وبأي صفة، ناهيك عن شكل الحوار لأنّ الحوار كلمة فضفاضة".
ومن جملة علامات الإستفهام أيضا بحسب عطالله: "هل سنذهب نحو جلسات مفتوحة بعد الحوار حتّى انتخاب رئيس"؟ مؤكّدا أنّ "التيار لم يعد يقبل بأيّة تسويات، لاننا دفعنا ثمن التسويات و"التطنيش" عن بعض الامور، ولتكن جميع الامور واضحة".
ختاماً، عن المبادرة الفرنسية، شدّد عطاالله على أن "المبادرة الفرنسية ولدت ميتة، لان طريقة التعاطي من قبل الفرنسيين حول طرحهم لم يبنَ عليها شيئاً، وهذا الفرق بين الفرنسي والقطري لانه يطرح عدة اسماء على عكس الفرنسي الذي يريد ان يطرح اسما لفريق معين".
وأضاف: "القطري منذ إتفاق الدوحة يعرف كيف يتعاطى مع الملف اللبناني، وهو عليم بإدارة الحوارات الثنائية بين الأفرقاء اللبنانيين؛ فإنّ عدم فرض رأي معين يسهل الامور"، معتبراً في ختام حديثه أن "الموفد القطري في حال استطاع أن يؤمن غطاء من الدول الخمس، فسينجح في مهمته في التوصل الى خيار المرشح الذي سيتوافق عليه جميع الاطراف اللبنانية".