ميسا جبولي - LebanonOn
لبنان، البلد الوحيد الذي يمتلك مطارا واحدا، ربما الحروب والأزمات التي مر بها أقفلت معظم مطاراته، وربما الفساد والمصالح الخاصة منعت إعادة فتح هذه المطارات.
سابقا، تحدثنا عن مطار القليعات، وأهمية إعادة فتحه نظرا لما يقدمه من ايجابيات للبلد وأهالي المنطقة والسياحة وغير ذلك.
وبعد مطار القليعات، سنتحدث اليوم عن مطار رياق، فبين البقاع والشمال، الحاجة واحدة.
فلو أدرك المعنيون أن ابن البقاع يقضي يوميا أكثر من 3 ساعات على طرقات لبنان "غير المؤهلة" ليتجه إلى بيروت باحثا عن قوته اليومي، ولو أدرك المعنيون أن عددا من أبناء البقاع أصبحوا مطلوبين للدولة بعد أن تورطوا في العمل بالممنوعات بسبب غياب فرص العمل، ولو أدرك المعنيون أن قلعة بعلبك اليوم أصبحت مهدّدة، ونهر العاصي وعنجر، لتحرك بهم "الحياء" وهبّوا الى بناء مطار قد يحمل معه كل الخير للبنان والمنطقة وأهل البقاع خاصة.
وكما يعاني البقاع، كذلك يعاني الشمال أيضا. والحاجة لهذين المطارين ضرورية دون أن يكون للمحسوبية والطائفية مكان في المطالبات.
فلماذا الغاء مطار كتب التاريخ عنه بأن "الجيش اللبناني يفتخر بتقديم قاعدة رياق الجوية في سهل البقاع، باعتبارها المكان حيث أبصرت القوات الجوية اللبنانية النور في العام 1949"؟ ولماذا المماطلة اليوم بإعادة فتح مطار رياق؟ ومن المعرقل؟
في هذا السياق، أشار رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب في حديث خاص مع موقع LebanonOn إلى أنه " منذ العام 2007 تقريبا وانا اطرح موضوع مطار رياق وعندما أصبحت نائبا، وقعت مع زملاء في الكتلة الشعبية على اقتراح قانون لتحويل مطار رياق إلى مطار مدني". وأضاف: "زرت حينها قائد الجيش ميشال سليمان على اعتبار أن قيادة الجيش هي المعني الأول، وحاولت اقناعه حتى وافق بشرط أن يبقى جزءا منه للجيش". وقال: "بعدها، ناقشت لجنة الأشغال في المجلس النيابي موضوع مطار القليعات دون أن طرح موضوع مطار رياق، وكان يبدو أنه يتم تحضير شيئ ما في الشمال ليتبين بعدها أن لذلك علاقة بالأزمة السورية، ويومها كانت الوزيرة نيلى معوض والوزير محمد الصفدي والنائب هادي حبيش يعملون بشكل جدي لإنشاء مطار القليعات، وكان لديهم تمويل بقيمة 50 مليون دولار، عندها قلت أنه ليس لدي مانع بذلك ولكن يجب إعطاء مطار رياق الأولوية أو يجب انشاء المطارين في الوقت نفسه، لنتفاجأ بردهم بأنه هناك دراسة لمطار القليعات أما مطار رياق ليس لديه دراسة، فطلبت حينها رفع الجلسة. وكوني داخل العمل الهندسي، قمت بإعداد دراسة
واضحة لملف مطار رياق وقدمتها في الجلسة اللاحقة".
وتابع يعقوب: "حصل حينها نقاش حاد حيث حضر مدير الطيران المدني حمدي شوق الذي حاول اقناعنا أنه من الصعب اقامة مطار رياق من الناحية اللوجستية، وفي هذه الحالة، رديت على النقاط التي حاولوا أن يضعوها كعراقيل، وقلت: ليس ممكنا أن يكون عرض سهل البقاع 25 كيلومترا ويكون من الصعب انشاء مطار، فكيف يعقل ذلك؟ بعدها حصلنا على دراسة كشفت كيف يمكننا فتح المطار بمبلغ 13 مليون دولار فقط".
كما أشار إلى أنه "منذ ذلك الوقت توقف الملف لأنهم لم يستطيعوا تمرير ملف القليعات فلم يتم البحث في ملف مطار رياق ابدا وبقي اقتراح القانون واقفا وللاسف هذا الاقتراح لم يكن لديه اي دعم من الكتل النيابية". وأكمل: "مقاربة هذا الملف هي مقاربة وطنية وعلى الجميع أن يتعاطى بهذا الملف بحس وطني ويجب العمل دون أجندة خارجية لأن هذا المطار في منطقة واسعة، ونقطة ترانزيت ومدخل شرقي للعرب، بالإضافة إلى ما يقدمه هذا المطار من خدمات لاهالي البقاع ونحو 5000 وظيفة، وتحسين الوجهة السياحية في المنطقة".
وأكد يعقوب أن "العودة اليوم للحديث عن مطار رياق جاءت تزامنا مع الحديث عن مطار القليعات، مشيرا إلى أن "الرئيس ميقاتي يعمل سياسيا لدعم هذا الملف، لأنه لديه مصلحة بان يكون هناك مطار في الشمال بالإضافة الى مطالب غربية". وشدد على ضرورة ان "يكون مطار رياق مقابل القليعات ليس في إطار المقايضة وانما حق لأهالي البقاع كما لأهالي الشمال".
وذكر يعقوب بأنه "وجّه نداء لوزير الاشغال علي حمية كونه ابن البقاع ويدرك معاناة المنطقة، آملا ان يكون هناك تجاوب". كما شدد على "ضرورة ان يكون هناك جهد سياسي وعلى نواب البقاع التحرك"، مشيرا الى أنه "ليس هناك تعاون وليس هناك اولوية بسبب انتماءات بعض النواب السياسية".
وبحسب يعقوب ان "الأولوية لدى البعض هي لمصالح القيادات والأحزاب التي ينتمون اليها وليس لإنماء المنطقة".
وختم يعقوب مؤكدا أنه "لا يزال على استعداد تام للتعاون كما أنه لا يزال يمتلك كامل الدراسات لبناء هذا المطار".