ميسا جبولي - LebanonOn
وافق مجلس الوزراء منذ أيام على اعتماد منصة "بلومبيرغ" بدلا من منصة صيرفة. وبعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بدأ الحديث عن توقيف "صيرفة" رغم اصرار الأخير على ابقائها، مما خلق قلقا لدى اللبنانيين من تحليق سعر الصرف.
ولكن بعد شهر ونصف تقريبا من توقف "صيرفة" لم نشهد حتى اللحظة أي ارتفاع ملحوظ في سعر صرف الدولار. واليوم مع الحديث عن اعتماد منصة جديدة عاد القلق لدى اللبنانيين من ارتفاع جديد للدولار، على اعتبار أن "من جرب المجرب عقلو مخرب"،
وهنا نقصد طبعا الدولة اللبنانية بمن فيها، فمن ساهمت بسرق أموال وتعب اللبنانيين لسنوات، بطرق من وهنا وهناك، فهل تسلم منها منصة "بلومبيرغ"؟
في هذا السياق، كشف عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا والخبير الاقتصادي بيار خوري في حديث خاص مع موقع LebanonOn دور هذه المنصة، حسناتها، وكيف ستلعب دورا ايجابيا على سعر الصرف. فهل ينخفض الدولار في السوق السوداء إلى الـ 50 ألفا؟
قال خوري، إنه "لم نسمع سابقا بمنصة "بلومبيرغ" لأن منصة "صيرفة" كانت موجودة، وكان يحكى أنها ضرورة لضبط سعر الصرف، أما اليوم "صيرفة" سقطت بالتجربة وليس بالقرار، وبالواقع إن صيرفة شهدت على انهيار سعر الصرف من 12 ألفا إلى 148 بعد ان عاد واستقر على الـ 90 الفا"، مشيرا إلى أن "السوق السوداء بمفردها بعد "صيرفة" استطاعت أن تتوازن أكثر من توازنات "صيرفة" لسعر الصرف.
وتابع خوري: "عندما نتحدث اليوم عن منصة "بلومبيرغ" هذا يعني اننا نتحدث عن منصات تحرك اسواق البورصة في العالم، والعقد الذكي داخل هذه المنصة هو عقد محوكم بطريقة أنه لا يعطي فرصة للأفضلية لأحد على أحد آخر وبالتالي الجميع يستطيع أن يدخل إلى هذه المنصة ويواجه نفس درجة المخاطرة من أجل التداول على هذه المنصة".
وأضاف: "منصة "بلومبيرغ" منصة محايدة تجاه مصالح الأفراد ما يعني أنها ستدخل إلى سوق فيه عرض وطلب، وهي غير قادرة على حصر لا العرض ولا الطلب، وانما خلق فرصة أمام الجميع للبيع والشراء، وهذا ما يعرف بالحوكمة الدولية".
وشدّد على أن "هدف بلومبيرغ" خلق سوق لتداول الدولار والليرة لا تهيمن عليه أي قوة فاعلة من السوق، انما قوى سوق العرض والطلب هي التي ستحدد سعر الصرف، عندها سنتخلص من صيرفة والسوق السوداء وهيمنة الصرافين الكبار وأهم شيء هو أن هذه المنصة تحصل بظل قرار مصرف لبنان بوقف الاستدانة للحكومة لانه لو بقيت الاستدانة للحكومة فإن اتجاه المنصة كان ليكون واضحا وهو ان مصرف لبنان يطبع الاموال ويشتري فيها دولارات للدولة وبالتالي سيرتفع الدولار".
وأشار خوري إلى انه: "علينا ألا ننسى قبل الحديث عن هذه المنصة قرار الحاكم بالإنابة بوقف اقراض الحكومة لا بالدولار ولا باللبناني وهذه النقطة الاساسية التي قد تساهم بنجاح هذا النظام الجديد وبالتالي، أصبح مصرف لبنان محايدا تجاه المنصة فالدولة من خلال جمع الضرائب والرسوم تستطيع ان تشتري الدولارات". كما لفت إلى أن "السيولة في اللبناني سارية، وهذا يعني أن منصة بلومبيرغ لديها حظ بالنجاح".
واستبعد خوري ان "يكون هناك سيئات لهذه المنصة، فالدولة هي من تعرّض المواطن للتضخم والدخل المكبوت، واذا الدولة اللبنانية لا تريد أن تنظم نفسها لا يمكنها أن ترمي المسؤولية على المنصة، كما إنه على الدولة ألا يكون لديها أي تأثير غير عادل عليها".
وعن امكانية "بلومبيرغ" في المساهمة في اعادة اموال المودعين، قال خوري إن: "عمل هذه المنصة لا يدخل في إعادة أموال المودعين، فالمحافظة على اموالهم شأن مختلف تماما وينطلق من خلال تعديل اسعار الصرف ليصبح هناك سعر صرف عائم وموحد ولم يعد هناك سعر صرف رسمي وسعر صرف لسحب الودائع عندها نتحدث بالمحافظة على أموال المودعين".
وختم خوري متفائلا بانخفاض سعر الصرف في السوق السوداء إلى نحو الـ 50 ألفا.