محمد عبد الرحمن-LebanonOn
بعد زحمة الموفدين الى لبنان وآخرهم الايراني والاميركي في ختام شهر آب، يترقب اللبنانيون ما يحمله شهر أيلول من مستجدات وخروقات على الساحة اللبنانية في الملف الرئاسي، وخصوصاً بعد النداء الذي أطلقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الدعوة الى مبادرة للحوار في المجلس لمدة سبعة أيام، لتُفتح بعدها جلسات انتخاب الرئيس.
في المقابل، ينتظر اللبنانيون أيضاً في خلال شهر أيلول زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان بفارغ الصبر، في زيارة ربما تكون الأخيرة. ويأمل اللبنانيون ان يحمل بجعبته نقطة الغيث لتبليل شهر أيلول اللبناني بعد صيف جاف وحام سياسياً.
وفي الاطار نفسه، موفد قطري وصل أيضا الى لبنان، فهل يكون الغيث قطرياً؟
في حديث للمحلل السياسي وجدي العريضي لموقع LebanonOn، أشار الى انه "لا شك في ان دولة قطر تقوم بدور كبير على الساحة اللبنانية على كافة المستويات، ولا ننسى ان مبادرة الدوحة عام 2008 انتجت رئيساً للبلد وكان آنذاك قائد الجيش العماد ميشال سليمان".
وتابع: "أما راهناً فهناك موفد قطري أمني يزور لبنان باستمرار سرّاً بعيداً عن الاعلام، ويلتقي بقادة الاجهزة الامنية وينسق مع جهات سياسية للتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية".
ولفت الى أن "الموفد القطري الذي سيحطّ في لبنان في هذه الفترة، قد زار ايران قبل قدومه الى لبنان، بتوجيه وتنسيق مع أركان الدول الخمسة المعنية بالملف اللبناني، من أجل حض ايران على الدفع بحلفائها في لبنان لتسهيل عملية انتخاب الرئيس".
وأضاف العريضي: "الموفد القطري قد سبقه تعيين سفير جديد لدولة قطر في لبنان، من العائلة الحاكمة في قطر ومقرب جداً من أمير دولة قطر، وهذا يشير الى أن الدوحة مهتمة بشكل لافت في الملف اللبناني ولا سيما الملف الرئاسي".
وذكر انه "سبق واستدعت دولة قطر رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل وتمنت عليه انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، وعلى هذه الخلفية هناك توجه من دولة قطر في المساهمة من خلال مكاتبها القانونية في نيويورك في رفع العقوبات الاميركية عن النائب جبران باسيل في حال اكترث لهذا الخيار".
وشدّد على أن " الموفد القطري يعود اليوم على ذات هذه الوتيرة اي ضرورة دعم انتخاب قائد الجيش، لعدة اعتبارات في هذه الظروف الراهنة"، لافتاً الى أن "الاسماء التي ستطرحها دولة قطر باتت معروفة، ومنها قائد الجيش الذي يأتي في طليعة اللائحة القطرية".
أما بالنسبة للقاء الذي حصل بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وقائد الجيش، فوصفه العريضي بانه جلسة لافتة وخصوصاً ان الجلسة أتت قبيل وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الذي تخلى عن دعم فرنسا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية". وأضاف: "هذا لا يعني ان لودريان سيتبنى اسما معينا جديدا، ولكن فرنسا ستبارك للخيار الذي سيتخذه اللبنانيون ولا يوجد أي فيتو فرنسي على اسم قائد الجيش".
وتابع: "بحسب المعطيات فإن الجلسة التي جمعت رعد بـ "عون" هي جلسة رئاسية بامتياز، وكان هناك تساؤلات موجهة من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقائد الجيش وهذه التساؤلات تضمنت أسئلة استراتيجية حيوية".
هل هناك خلاف بين الدول الخمسة المعنية بالملف اللبناني؟
كشف العريضي عن أنه "هناك تباينات واضحة حول بعض المسائل بين الدول الخمسة للملف، فهناك تباين بين فرنسا والادارة الاميركية التي عادت وأمسكت بالملف الرئاسي واللبناني وهناك أجواء جدية في حلحلة الملف".
وأشار الى انه "هناك تنسيقاً كبيراً وواضحاً بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وأيضاً قطر التي لا تتحرك الا بالتنسيق مع المملكة وهذا يحصل باستمرار، كم انه كان هناك مداخلة مهمة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري في لقاء الدولة الخمسة الاخير في الدوحة حول كل ما يتعلق بالملف اللبناني ولا سيما موضوع الطائف، والمسألة لا تنحصر باسم او اسمين لان بكركي لديها عدة أسماء بما يتعلق بالخيار الثالث"، مضيفاً: "هذا يتماهى مع ما حمله معه النائب غسان سكاف من اسماء لبعض الدول والسفراء، ومنهم الوزير السابق زياد بارود، ورئيس جمعية خريجي هارفرد الدكتور حبيب الزغبي كونه خارج المنظومة السياسية ولخبرته المالية، والسفير السابق في الفاتيكان جورج خوري".
ولفت الى انه "قبيل عودة لودريان هناك تباين واصرار وحزم، لأن هذه الزيارة موضع اهتمام كبير من قبل الاليزيه، فلودريان التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وهناك توجه حاسم في تسريع عملية انتخاب الرئيس".
وختم العريضي حديثه: "نحن أمام اسابيع مفصلية فإما أن ينتخب رئيس، وإما لبنان الى الزوال، كما قالها الموفد الفرنسي لأننا أمام استحقاقات هامة وملفات اقتصادية ومالية وحياتية في هذه المرحلة، لذلك الجميع يترقب زيارة لودريان والحوار الذي أطلقه الرئيس نبيه بري وزيارة الموفد القطري، وكل ذلك يعول عليه في هذه الفترة المفصلية".
وفي المحصلة، الفراغ الرئاسي بات يقترب من انهاء سنته الاولى ودخوله في السنة الثانية وسط أزمة اقتصادية حادة، وانقسام سياسي عامودي في البلد، وأيضاً وسط تفاقم كبير للمشاكل والقضايا الاجتماعية، ناهيك عن التفلت الامني، وكل هذا يحصل بسبب غياب الدولة وتعطل مؤسساتها، فهل سينجح الموفد القطري في حل هذه المعضلة وانهاء الشغور الرئاسي في لبنان؟