شيك في برواز: قضية رأي عام

لبنان ON | | Sunday, September 3, 2023 8:05:00 PM

كتب المدير العام السابق للمعهد الوطني للإدارة جمال عدلي الزعيم المنجد، عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "هذا هو الشيك المتعلق بالدفعة الثانية من تعويض نهاية خدمة أكثر من ٢٠ عاماً لمدير عام في الدولة اللبنانية، والذي كنت قد تحدثت عنه منذ أيام".

وأضاف: "الشيك هو عبارة عن أموال مقتطعة من راتبي على مدى هذه السنوات، أي في زمن كان الدولار يعادل ١٥١٠ - ١٥١٥ ليرة لبنانية".

وتابع: "هذا الشيك في نهاية عمري الوظيفي كان يجب أن يعادل حوالي ٢٣،٣٠٠ دولار أميركي، في حين أنه عند إصداره بات يساوي ٣٩٠ دولاراً فقط لا غير".

ولفت الى انه :ما يعني أن الدولة سرقت منه أكثر من ٩٨٪ وأبقت لي أقل من ٢٪".

وتابع: لكن القصة لم تنته هنا،لأن البنك الذي أتعامل معه لديه تعليمات من أصحاب البنك بعدم شراء هذا النوع من الشيكات (لم يعد البنك يستخدم مصطلح تحصيل الشيك عبر مقاصة بين البنوك، كما هو متعارف عليه في القانون المصرفي)".

وأشار الى انه "تم إبلاغه هذا الكلام شفهياً، لأنه لا أحد يريد أن يتورط خطياً بما يخالف القوانين".

وأضاف: "بما أن الشيك الصادر عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا يمكن تسديد قيمته إلا للمستفيد الأول (chèque non endossable)، ما يعني أنه شيك غير قابل للتظهير (للتجيير)، ولا للقبض من البنك المسحوب عليه (بنك لبنان والخليج)، ما يحتم عليَّ وضعه في حسابي المصرفي في بنك لا يعترف به أصلاً، بل ويرفض استلامه".

وقال: "ما يعني أنني حصلت على شيك لا قيمة فعلية له، لا ١٠٠٪ منه، ولا حتى أقل من ٢٪ من قيمته الأساسية، مع العلم أن التعريف القانوني للشيك المصرفي هو أنه يقوم بوظيفة النقود تماماً، فيما يقر القضاء اللبناني في اجتهاداته بأن الشيك هو وسيلة دفع آنية لأموال نقدية".

وتابه: "وعليه، فهذا الشيك بات مصيره، أمراً من اثنين:إما أن أبله وأشرب ماءه (كما يقول المثل الشعبي)، وإما أن أخسر فوق خسارتي الأولى التي ذهبت بجهدي وتعبي ونزاهتي وتفاني وجميع إنجازاتي التي يشهد لها القاصي والداني، داخل لبنان وخارجه، أن أخسر ثمن برواز أضع هذا الشيك فيه، على أن أجهز منذ الآن برواز آخر للشيك الثالث والأخير الذي قد يأتي من بعده".

وسأل المنجد: "لماذا التفكير بوضع الشيك ببرواز؟، كي أقول للعالم الحر الذي يريد أن يسمع ويعي ما يحصل في بلد كان يسمى تجاوزاً «سويسرا الشرق»، وأن تتأكد الأجيال الطالعة، والأجيال التي ستأتي من بعدها، أن لبنان في تلك الحقبة من تاريخه الحديث، كانت تتحكم به عصابات مافياوية على جميع الصعد: السياسية والمالية والنقدية والاقتصادية و و و، وقد ضربت بعرض الحائط كل ما نشأنا عليه من علم وأخلاق وشرائع وقوانين وأنظمة وقيم ومبادئ، إلى أن أوصلتنا إلى ما هو أسوأ من جهنم".

وختم: "إنها عينة بسيطة جداً مما يعانيه الشرفاء في وطني، لعلها تصبح قضية رأي عام داخل لبنان وخارجه".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا