تريزا فخري - LebanonOn
زحمة زيارات ديبلوماسية تشهدها بيروت على أبواب شهر أيلول، وضيوف من أميركا وايران وفرنسا، يسارعون للحديث في ملفات عدّة تتعلّق بلبنان، فالضيف الإيراني، وبعد زيارته سوريا، يريد اطلاع حليفه في لبنان على جديد الاتفاق بين طهران والرياض، والضيف الفرنسي يريد المساهمة بِحل الملف الرئاسي، أما الضيف الذي تصدّر الساحة اللبنانية هو الأميركي، الذي قيل إنه حطَّ في بيروت من أجل الحديث عن ملف الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل، علماً ان حدود لبنان مُرسّمة منذ العام 1923.
وفي هذا السياق، أكّد مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية، توم حرب، في حديث لـLebanonOn انه وبعدما ارتفعت الأصوات في الكونغرس الأميركي ووصلت الرسائل لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من أجل ادراج رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على لائحة العقوبات، كونه يعطّل عملية انتخاب الرئيس في البرلمان، سارع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بالسفر الى بيروت، كونه الصديق الذي أمّن الغطاء للترسيم البحري للبنان، من أجل الحديث مع الرئيس بري في الموضوع، وإطلاعه على مدى جدية هذه العقوبات، والحديث حول الترسيم البري هو مجرّد غطاء للزيارة، وليس الهدف الأساسي.
وأضاف: "بري يريد معرفة مدى جدية هذه العقوبات من أجل ان يحاول القضاء عليها قبل حصولها، كما ان الجهات الأميركية تلقّت اتصالات من جهات لبنانية من كل حدب وصوب للقول للأميركيين ان هكذا خطوة ستخلق أزمة في الداخل اللبناني، وفي حال وُضعت العقوبات على بري، ستُقلب جميع الموازين، و هذا الموضوع تمّ التباحث به خلال الخلوة الثلاثية التي انعقدت بين الرئيس بري وهوكستين والسفيرة الأميركية دوروثي شيا في عين التينة.
ورأى ان السبب الثاني لهذه الزيارة هو ان إدارة بايدن لا تريد اي تصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل، خصوصاً مع ورود معلومات تؤكّد ان ثلاث شركات طيران ايرانية تنقل مواد لتصنيع الصواريخ الى حزب الله في بيروت، عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وهذه المواد كانت تُنقل من ايران الى سوريا عبر البرّ وكانت تقصفها اسرائيل لدى وصولها، وبعدها عبر مطار حلب الذي قصفه الاسرائيليون منذ يومين، والإسرائيلي يريد ضرب هذه المواد، أينما تواجدت، وحتى في مطار بيروت، لذلك هذا الملف هو الملفات الأساسية التي يحملها هوكستين معه الى لبنان.
وكشف حرب عن ان حزب الله نقل أكثر 5000 جندي من "لواء الفاطميون الأفغاني"، من سوريا الى بعلبك في البقاع الغربي، في الثلاثة أسابيع الماضية تحضيراً لأي عمل عسكري قد يحدث في القريب العاجل.
وشرح حرب "ايران كانت قد نقلت عدداً كبيراً من الأشخاص من الطائفة الشيعيّة من أفغانستان، أُطلق عليهم اسم "لواء الفاطميون"، يتراوح عمرهم بين الـ12 والـ 15 عاماً، بهدف تدريبهم في سوريا، واليوم أصبح عمرهم يتراوح بين الـ 22 والـ28عاماً، وتم تمرينهم على اللهجة العربية السورية واللبنانية، بعد التغيير الديموغرافي في سوريا في مناطق سورية كالقصير، تمّ استقدام هؤلاء الأشخاص، وتمّ تجنيسهم في سوريا.
وقال "الأميركيون والإسرائيليون على علم بالعملية التي قام بها حزب الله من أجل نقل هؤلاء العناصر، اضافةً الى تزايد السلاح والمقاتلين لديه وتأثيره على لبنان، لذلك هوكستين يحمل معه هذا الملف أيضاً.