حسين صالح - LebanonOn
تدّعي الولايات المتحدة أنها بلاد الحريات، وهذا صحيح، لكنها بلاد الحريات المزيّفة، فهي في الكثير من الاحيان تمارس شتّى انواع القمع من خلال شركاتها، لا على الخارج فقط بل في داخلها ايضا.
وشركاتها وعلى رأسها "ميتا" المالكة لـ"واتساب" تمارس اليوم القمع على من يؤيّد محور "المقاومة" وتمنعه من التعبير عن رأيه أو حتى مشاركة وجهة نظره في إطار الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا "فيسبوك"، و"انستغرام"، وأخيراُ "واتساب".
وقد تعرّضت عدة شخصيات معروفة بخطها وتأييدها السياسي، كالمسؤولة في مكتب العلاقات العامة لحزب الله رنا الساحلي، والمحامية بشرى الخليل وغيرهما، بالإضافة إلى عدد من نواب الحزب لحظر على "واتساب".
وقد علّقت الساحلي على حظرها على "واتساب"، وقالت في حديث عبر LebanonOn إن "ما يحدث هو محاولات حثيثة من بعض التطبيقات لالغاء كلمات مفتاحية اساسية متل "حزب الله" و "الجهاد" و"المقاومة" و"نصر الله" وغيرها".
وأكدت الساحلي أنه "يوجد اساليب اخرى لإيصال صوت المقاومة والموضوع لا يتوقف على تطبيق واحد".
وأضافت الساحلي: "أنا ادرك ان الديمقراطية في بلاد من يدعونها غير موجودة، فلا داعي للجدل بهذا الموضوع، فالشواذ والتمييز العنصري عندهم مسموح ويغضون النظر عنه، اما استخدام صور لشخصيات معروفة او استخدام كلمات معينة بمعيارهم اللاديمقراطي هو ممنوع".
وتابعت بأن "ما يحدث هو محاولة لحظر والغاء الاخر الذي هو مكون اساسي موجود في المجتمع والسياسة، فسلام للحريات التي يدعونها".
وشددت الساحلي على "أننا كعلاقات اعلامية في الحزب لم نصادر يوما حق التعبير عن الرأي حتى لو كان ضدنا، ودائما ايدينا مفتوحة للجميع حتى باصعب الأوقات".
وأشارت الساحلي إلى أن "البعض يروّج انني أحاول اظهار وجود استهداف مباشر لشخصي، وأنا لم اقل يوما انها حملة ضدّي، وما حدث هو انني تفاجأت بحظري الاحد الماضي بعد ارسال دعوات للاعلاميين عن لقاء اعلامي ضد الفتنة".
من جهتها، أعربت المحامية بشرى الخليل عبر LebanonOn عن استغرابها مما حصل معها عندما تم حظرها، وقالت: "نعلم ما هو النهج السياسي لمواقع التواصل الاجتماعي ومرجعيتها في العالم، فرائحة الصهيونية موجودة فيها وهي التي تدير التجمعات العالمية سواء كان الاعلام العالمي أو تحريك المال العالمي".
وأضافت الخليل: "نحن ناس وطنيون وما يحصل هو كم أفواه، ومواقفنا معروفة، والذين يحظروننا وينادون بالحرية والديمقراطية هم كاذبون، لأن أهدافهم مختلفة تماما ويستخدمونها ككمين لتدمير الشعوب".
ونبّهت الخليل من كيفية استخدام التواصل الاجتماعي، "لأن أميركا والقوى العالمية التي تملك مواقع التواصل بإمكانها دس السموم للشعوب وإدخال الأفكار التي تنطرح في الفترة الأخيرة".
تقنيا، أوضح الخبير في الأمن السيبراني رولاند أبي نجم عبر LebanonON أن "نظرية المؤامرة غير صحيحة، فببساطة هناك قوانين إن تخطيتها تتم معاقبتك وليس لأن هناك مؤامرة".
وأضاف أبي نجم أنه "من ضمن هذه القوانين هي ما يتعلّق بالإرهاب وحزب الله مصنّف منظمة إرهابية بحسب القوانين الأميركية، وبالتالي شركة ميتا خاضعة لهذه القوانين".
وعن حظر بعض من نواب حزب الله من "واتساب"، أشار أبي نجم إلى أن "الأحاديث التي يتشاركونها هؤلاء النواب عبر مجموعات التطبيق إن تضمنت صورا أو عبارات متعلقة بالحزب او السلاح أو أي شيء مخالف لسياسية الشركة المشغلة سيتم حظرهم وهذا طبيعي".
تاريخيا، كان القمع يمارس بطرق مختلفة عن اليوم، وكانت الجهات التي تقمع تمتلك سلطتها بالعالم، أما اليوم فلم تعد الدول هي التي تقوم بهذا الدور، بل أصبحت الشركات الكبيرة والمؤثرة اجتماعيا واقتصاديا هي من تتولّى ذلك بذرائع مختلفة...