ميسا جبولي - LebanonOn
فيما تغزو "باربي" شاشات السينما العالمية والعربية، منع وزير الثقافة اللبنانية محمد وسام المرتضى عرضه في الصالات اللبنانية.
موجة من الانتقادات رافقت قرار المرتضى، سياسيون، اعلاميون، وحتى مواطنون هاجموا قرار الوزير ربما لخلفيات سياسية، أو ربما لانهم اعتبروا أنّ هذا القرار يهدد وجه لبنان الثقافي والحضاري. بالمقابل، دعم عدد من اللبنانيين قرار الوزير باعتبار أن هذا الفيلم يروج للمثلية والأفكار المنافية للعادات والقيم اللبنانية.
فمنع عرض الافلام في لبنان ليست المرة الأولى. ففي العام 2022 مثلا، مُنع عرض فيلم "مينيونز: رايز أوف غرو" لعدة أسباب ومنها يتعلق بالمثلية الجنسية، "حيث يمر الفيلم لثوان معدودة على شابين يتعانقان في خلفية أحد المشاهد، كما يحدث فيه تحديق رومنسي بين اثنين من المينيونز، وهما من فصيلة لا جندر لها".
كذلك، منذ 6 سنوات تقريبا، قرّر لبنان منع عرض فيلم "the post" للمخرج الأميركي الشهير ستيفن سبيلبرج، في بيروت، وقال حينها موقع "هوليوود ريبورتر" الأميركي، إن "منع لبنان عرض الفيلم يعود إلى إخراج سبيلبرج فيلماً عن اليهود باسم "Schindler’s List"، وتضمّن بعض المشاهد في مدينة القدس المحتلة.
فلائحة الأفلام الممنوعة من العرض في لبنان تطول، وبالتأكيد إنّ فيلم باربي ليس الأول؛ فلبنان، المعروف بانفتاحه الثقافي، هزّته اليوم "باربي" وسط كل المآسي التي يعيشها على كافة المستويات. وبالرغم من الضجة التي أثارتها "الأنثى البلاستيكية"، لم يأتِ أحد من الممتعضين على ذكر البعد الفنّي للفيلم، من الصورة الى الإخراج والموسيقى التصويرية وصولا إلى أداء الممثلين.
في هذا السياق، كان الناقد الفني محمد حجازي من أوائل الذين شاهدوا فيلم "باربي" بعد حصوله على نسخة منه، وعن إنطباعه الأوليّ، يقول حجازي لموقع LebanonOn: "فيلم رائع، وراقي ومرتّب، على الطريقة اللبنانية؛ وكلّ ما أثير حول الفيلم باربي هو أكبر دليل على أنّ الحملة مفتعلة".
واضاف: "السعودية، الدولة المعروفة بتشدّدها حيال السماح بعرض الأفلام، قرّرت عرض فيلم باربي، أمّا لبنان المعروف بأنّه منصّة منفتحة لعرض معظم الأفلام، منع الفيلم من العرض، فما هذا التخلف؟"
وتابع: "حجج منع العرض غير منطقية، فاذا اردتم ان تمنعوه عن دور السينما لا يمكنكم منعه عن منصات التواصل الاجتماعي، لذلك، وبكل بساطة دعوه يعرض والناس تشاهد، واذا كان هناك أي ملاحظات فليقم المعنيون بالتعليق والإشارة إليها، والتنبيه من النقاط التي إعتبروها مخالفة لنظم قيم المجتمع اللبناني في حال وجدت".
وأشار حجازي إلى أن "الافلام الغربيّة فيها تقبل للشذوذ الجنسي أوالمثلية، فالمجتمعات حيث يتمّ إنتاجها وعرضها رئيسيا تتقبّل هذه الأفكار، فيما مجتمعنا ليس كذلك، وإذا أردنا أن نواجه كل ما يمكن أن يثير الجدل، فعلينا ان نمنع العنف والقتل والسرقة في المسلسلات التي تعرض في الأفلام الأميركية على سبيل المثال".
وأكمل مستهزءا بقرار الدولة اللبنانية: "العالم ينفتح ونخن نغلق عقولنا، كبروا عقولكم".
وعمّا هو وراء قرار وزير الثقافة، قال حجازي: "قصر نظر، فوزير الثقافة أصدر قراره بناء على تقرير وصله من دون أن يشاهد الفيلم حتى، فكان عليه ان يطلب نسخة منه ويشاهده وعندها يقرر، فهناك قلة منطق في التعاطي مع فيلم "باربي".
وأكد أن فيلم باربي "فيلم للتسلية، وعلى المشاهد أن يأخذ ما هو ايجابي منه وترك السلبي، فالفيلم لا يتضمّن اي ملاحظة، رائع بكل ما للكلمة من معنى، طريقة تقديمه راقية، واستطاع أن يعطي نكهة لحياة الناس، حيث جعل كل من شاهده يرتدي اللون الزهري حول العالم والذي يرمز الى الحياة والفرح".
وأضاف: "يعرض هذا الفيلم في العالم، ويحقق نجاحات باهرة، وهدفه التسلية فقط وليس التوجيه، فالمنطق "غير راكب" في قرار منعه في لبنان"، متسائلا حجازي: "فهل نحنا بس يلي منفهم؟"
وأشار إلى ان "كل الافلام التي يشاهدها اطفالنا تتضمن افكار اخطر من المثلية فلماذا لم ننتفض؟ "
وعما قاله البعض، أن فكرة المثلية مبطنة في الفيلم، قال حجازي إن "هذا غير صحيح، والدليل أن الشركة الموزعة لم تتاثر بما وصلها من ملاحظات، ولم تقرر تغيير او الغاء أي فكرة فالامر طبيعي بالنسبة لهم".