تيريزا فخري - LebanonOn
يحدّق العالم ويترقّب الخطوات الأميركية المقبلة، بعد ما تبقّى للرئيس الأميركي الحالي جو بايدن عام وأشهر قليلة من ولايته، قبل الإنتخابات الرئاسية. وبدأت ملفات المنطقة والعالم أيضاً تنتظر هذا الإستحقاق، كونها دخلت في حالة جمود، من اليمن الى اوكرانيا وصولا الى روسيا وسوريا ولبنان.
لا شكّ ان العرب بدأوا بالخطوة نحو تصفير مشاكلهم بأنفسهم، والتنين الصيني استغلّ فرصة همود البركان الأميركي من أجل الدخول بقوّة الى ملفات المنطقة، وهذا ما تجلّى في الإتفاق السعودي الإيراني الذي رعته بكين. إلا ان الولايات المتحدة تبقى الحاكم الأكبر، لذلك يترقّب العديد الإنتخابات الرئاسيّة الأميركية في العام 2024، والإدارة التي ستنتج عنها.
وبالعودة الى عهد الرئيس الأسبق باراك اوباما، رأى مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي توم حرب في حديث لـLebanonOn ان "الدول العربية بوقتها اعتبرت ان هناك سياسة اميركية خاطئة تجاه الشرق، حيث انتقل العرب في هذه الفترة اي فترة ثورات الربيع العربي، الى محور جديد وهو محور ايران ومحور الإخوان المسلمين، حيث شعرت دول الخليج والسعودية بإجحاف بحق العلاقة التقليدية مع أميركا وأصبح هناك نوع من الجمود في تلك الفترة. ولكن مع إدارة ترامب تغيّرت المعادلة".
وأضاف: "في خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2022 في أميركا، رأينا ان الحزب الديمقراطي والمرشح الأساسي جو بايدن بدأ بتحدي الأمير محمد بن سلمان، وربما لمّح بمعاقبته بعدم بيع دول الخليج طائرات متطوّرة وحديثة، حيث اعتبرت دول الخليج انهم ربما سيعودون الى نفس السياسات التي اتُبعت في عهد اوباما".
وأكّد حرب ان "ادارة بايدن حاولت فرض السياسة الأوبامية بالفعل، كون عناصر ادارة بايدن كانت نفسها في ادارة اوباما، كوزير الخارجية الأميركي اليوم، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذين عادوا هم لإجراء المحادثات مع ايران والعرب، ما أدّى الى حصول انكماش من جديد من العالم العربي، بسبب السياسة الضبابية التي تتبعها إدارة بايدن، خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتغيير معايير اللعبة الى حدّ ما، حيث قرّرا خوض اللعبة الدولية بمفردهما، الى حين اتّضاح الموقف الأميركي".
واعتبر حرب ان هذا الموقف العربي أرغم إدارة بايدن على العودة والتعاطي مع العرب بموقف مختلف، ودول الخليج والرياض لا تريد إعطاء بايدن اي ورقة سياسية كونه لم يعط العرب اي ورقة بالمقابل.
وأردف: "العرب اليوم مستعدّون للتعامل بطريقة مختلفة مع الرئيس الأميركي الذي سيُنتخب بعد عام تقريباً، وخصوصاً إذا كان الرئيس ترامب، كون سياساته كانت واضحة، فهو وضع عقوبات على ايران وانسحب من الإتفاق النووي، وخفّض الإقتصاد الإيراني من 650 مليار دولار سنوياً الى 250 مليار دولار".
ورأى أنّ "لو استمرّ ترامب، لكان فرض سياسة جديدة على ايران في الشرق الأوسط، الأمر الذي كان سيكون لصالح الدول العربية، التي أبرمت صفقة مع العملاق الأميركي بعد التقارب في وجهات النظر حتى وصلوا الى الاتفاق الإبراهيمي، الذي يحسن العلاقة بين الدول العربية واسرائيل، ولكن بعد عامين ونصف اليوم لم يظهر اي تقدّم في هذا الشأن".
وقال: "العرب يراقبون اليوم خطوات بايدن، من الإنسحاب المذلّ من أفغانستان والحرب في اوكرانيا والآن في السودان والنيجر، كما وظهور نقطة الضعف الأميركية التي شعر بها العالم وهي دعمها قوات الدعم السريع في السودان، كون دعم ميليشيا هو خطئ كبير، والدول العربية ترى ان الدخول بعلاقة جدية ومتتطورة مع الولايات المتحدة أمر سيُضر بها ولن يفيدها، لذلك تتّخذ الدول العربية الموقف الحيادي بإنتظار رئيس أميركي جديد تستطيع التعامل معه".
وبحسب حرب فإنّ اتّكال العرب على نفسهم اليوم، سياسة أفضل من سياسة الإتكال على الدول الغربية، ولكن هذا لا يُبرر وجود عداوات بين هذه الدول بل تحالفات استراتيجية.
وفيما خصّ الملف اللبناني قال حرب: "الأميركيون يقولون للبنانيين انتخبوا رئيساً بأنفسكم، وهم حثّوا السياسيين على انتخاب رئيس ملوّحين بالعقوبات حتّى على رئيس البرلمان نبيه بري، وهم لن يقوموا باي إجراء أكبر من ذلك".
وأضاف: "التيار الغريب في لبنان اي حزب الله هو الذي يشكّل المشكلة الأساسية، لذلك تفكّر الولايات المتحدة بما تستطيع فعله غير التدخل في انتخاب رئيس، والفكرة المطروحة حالياً هي تنفيذ القرار 1559 بما انه قرار دولي، على مراحل، وان تدعم النواب ورؤساء البلديات من أجل تنظيف المناطق من نفوذ حزب الله، كي تعود هذه المناطق للإزدهار وتعود إليها الأموال والحركة ومن الممكن حتّى افتتاح أكثر من مطار في هذه المناطق".