حسين صالح -LebanonOn

لافتة كانت رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي عرض فيها الأوضاع في مخيّم عين الحلوة، وتمنّى عليه فيها بذل جهدٍ لإيقاف الاشتباكات الدائرة في المخيّم، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، مؤكّداً له حرص الحركة على الأمن والاستقرار في المخيّم والجوار.

وأثارت هذه الرسالة تساؤلات حول ما إذا كانت تحمل معاني مبطنة بشأن تدخّل حزب الله في أحداث عين الحلوة. ورأى البعض في الرسالة دعوة غير مباشرة للتدخل. وفي هذا السياق، اكدت مصادر على اطلاع لموقع LebanonOn  أن الحزب لن يتدخّل في عين الحلوة إلا من خلال السعي لتهدئة الوضع داخل المخيّم بين الفصائل المتناحرة.

وشددت المصادر على أن الجميع حريص لوقف هذه المعركة، مشيرة الى ان المستفيد منها واد، فـ"العدو الإسرائيلي لا يريد للمخيمات أن تكون موحّدة بل يريدها بؤرا أمنية لزج الفتن بها ونقل ما يعانيه من "هزائم" في داخله - إن كان على صعيد جنين أو غيرها – إلى لبنان لإرباك المقاومة".

وأشارت المعلومات إلى أن الهمّ الوحيد اليوم هو "إنهاء الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني لأنه لا يخدم سوى الإسرائيليين، بالإضافة إلى تسليم قتلة القيادي في فتح أبو أشرف العرموشي".

من المستبعد اذا ان يقوم حزب الله بأي نوع من التدخل الواضح في الصراع الدائر اليوم داخل المخيم. لكن ذلك لا يعني ان ما يحصل في داخل عين الحلوة منفصل عما يحصل في الخارج من سوريا امتدادا الى الجبهة الجنوبية فالمخيم، لاسيما عندما يتعلق الامر بوحدة الجبهات بمواجهة الاسرائيلي.

وفي سياق ليس بمنفصل كانت زيارة رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج لعين الحلوة، والتي لحقها هذا التوتر السائد اليوم بين الفصائل الفلسطينية "مختلفة الأجندات"، إذ يتواجد في هذا المخيّم ذات الطابع والموقع الجغرافي الحساسين أكثر من توجّه سياسي وعقائدي، والذي يتمثّل بحركة فتح وجند الشاب والشباب المسلم...

بالعودة إلى زيارة فرج للبنان، رابط غريب بين ما يحصل في عين الحلوة ومجيئه إلى لبنان، لكن التّكتّم السائد بهذا الشأن مريب.

فالصراعات على السلطة في الداخل الفلسطيني بالإضافة إلى التخبّط الإسرائيلي، ترسم علامات استفهام في أذهان الناظرين إلى ما يحصل، لكن من يتأمل جيدا في تفاصيل ما يحصل داخليا وإقليميا، يمكنه ان يخرج باستنتاجات قد لا تكون مطمئنة للمقبل من الايام.