تريزا فخري - LebanonOn
تفاصيل عديدة يجب أخذها بعين الاعتبار فيما خصّ الملفّ الرئاسي اللبناني، اذ تحوّل الى استحقاق ذي خيوط عديدة موصولة من بيروت الى السعوديّة وفرنسا الى قطر وروسيا وايران وخصوصا الولايات المتحدة التي تُعتبر المشرف العام الذي سيطلع على التسوية الكبيرة بعد صياغتها.
وعلى ما يبدو، فإن فرنسا قد أخذت على عاتقها مهمّة وصل الخيوط ببعضها من أجل انتاج رئيس للجمهورية في لبنان، وربما سلّة متكاملة، فبعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت للاستماع الى آراء الأفرقاء اللبنانيين، توجّه الى الرياض حيث التقى المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء نزار بن سليمان العلولا، وحضر الملف اللبناني على طاولتهما.
وفي هذا السياق اعتبر الصحافي وجدي العريضي في حديث لـ LebanonOn ان لقاء لودريان - العلولا لم يكن مفاجئاً وانه بعد ترقية العلولا الأخيرة من خلال مرسوم ملكي، وتكليف لودريان تطوير مدينة العلا الأثرية في المملكة العربية السعودية ، فذلك يدل على تعاون فرنسي - سعودي في كل المجالات، حيث ان العلولا ولودريان قد تناولا الملف الرئاسي اللبناني بشكل مفصل ودقيق، على اعتبار العلولا اضافة الى بخاري هما من الذين شاركوا في لقاءات الإليزيه الأخيرة اضافةً الى تلك التي تمت خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لباريس حيث التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وقال العريضي: "العلولا أكد خلال اللقاء على الموقف السعودي الداعم للبنان ولانتخاب رئيس بأقرب وقت ممكن وان يساعد اللبنانيون أنفسهم من أجل الشروع في الإصلاحات. وبالتالي فإن المملكة جاهزة لدعم لبنان على كافة الأصعدة، لكنها لن تسمي اي مرشح لرئاسة الجمهورية ولن تضع اي فيتو على احد، بل هي مع ما يتوافق عليه اللبنانيون، وهناك تنسيق وتواصل بين بلدان اللقاء الخماسي الذي سيعقد لقاءه يوم الاثنين المقبل في الدوحة في حال لم يطرأ اي تعديل.
وحتى الآن فان أجواء اللقاء بين العلولا ولودريان ايجابية بحسب العريضي، لاسيما ان العلولا مطلع على تفاصيل الوضع اللبناني وهو وضع العلولا في جو التقرير الذي رفعه بعد زيارته الى بيروت، والخلاصة التي توصل اليها، على ان يتم التواصل السعودي الفرنسي، وثانياً ان يتواصلا مع الدول الأخرى المعنية بالملف اللبناني.
لذلك رأى العريضي ان هذا اللقاء مقدمة اساسية لتفعيل الملف الرئاسي وربما الوصول الى تسوية رئاسية يُحكى عنها في أيلول والّا تصبح المسألة خطيرة جداً في ظل الشغور الرئاسي، خصوصاً أن استحقاقات الخريف داهمة.
وأضاف العريضي: "السعودية تنسّق مع فرنسا منذ فترة، وهي وضعت خارطة طريق للاستحقاق الرئاسي وباتت واضحة، والتوافق السعودي الفرنسي هو على سلّة متكاملة وشاملة للحلّ، اي ان يُنتخب الرئيس ويُكلَّف رئيس الوزراء وتُشكَّل الحكومة، كي لا يقع لبنان في حالات شغور جديدة. وبعدها يكون هناك مؤتمر للدول المانحة وفي طليعتها الرياض وباريس من اجل دعم لبنان، لكن حتّى الآن فالأولوية هي لانتخاب الرئيس".
كما ان هناك تباينات داخل اللقاء الخماسي حول الملف اللبناني فلا يُخفى ان قطر ومصر تحبّذان وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهناك تواصل مع إيران لتكون الى جانب الدول الخمسة للمساعدة في خروج لبنان من ازماته، حيث ان التواصل قائم بين باريس وطهران، ودخول إيران على الخط هو فقط لتسهيل الحل.
وشدّد العريضي على ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا زال ضمن السباق الرئاسي وقد يصل الى قصر بعبدا ويُنتخب رئيساً للجمهورية في حال كان هناك من تسوية عليه اي بموافقة الدول الخمسة والمعنيين بالملف اللبناني وبالإجماع اللبناني.
واعتبر ان الاتصالات التي جرت بين حزب الله والتيار الوطني الحر في الأيام الفائتة، قطعت شوطاً ايجابياً متقدماً، مشيرا الى انه "قد يُصار الى لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقد يبدل باسيل موقفه او عدد من نواب تكتل لبنان القوي وينتخبون فرنجية، وذلك مقابل ضمانات وتعهدات من حزب الله من اجل الحفاظ على موقعه المسيحي وعلى شعبيته المسيحية، اي اعطاء جبران اللامركزية الادارية الموسعة كما وردت في الطائف لكن مع تطويرها بشقها المالي وعلى أصعدة أخرى، وقد يتبدل أيضاً موقف كتلة اللقاء الديمقراطي، ما يعني ان كل الاحتمالات واردة".
ورجّح العريضي ان يقوم العلولا بزيارة بيروت، كونه ملم بالملف اللبناني ويتابعه الى جانب السفير البخاري.