حسين صالح LebanonOn - في مثل هذا الشهر من العام 1982، حيث كانت الحرب الأهلية مشتعلة، اختطف 4 إيرانيين يحملون صفة دبلوماسية في لبنان، ومنذ ذلك الوقت لا يُعرف عنهم أي خبر، لا أين هم ولا ماذا يفعلون ولا حتى ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا.
وقد أضافت هذه القضية عقدة على العلاقة "السيئة" بين إيران وحزب القوات اللبنانية، إذ تتهم طهران رئيس الحزب سمير جعجع بعملية الاختطاف. وتشير روايات المقربين من ايران إلى أن المختطفين الأربعة تم توقيفهم عند حاجز البربارة، التابع للقوات آنذاك، ونقلوا بعدها إلى "المجلس الحربي" في الكرنتينا الذي كان يرأسه القيادي بالحزب إيلي حبيقة.
ويروي مرافق حبيقة آنذاك روبير حاتم في كتاب كتبه عند هروبه تحت عنوان "في ظل إيلي حبيقة من إسرائيل إلى دمشق"، تفاصيل اختفاء الدبلوماسيين الأربعة، إذ أشار إلى أنه "تم قتلهم وحرق جثثهم في الكرنتينا ودفنها مع مادة الكلس، وما تبقّى منها رموها في أعالي جبل صنين، وفي المناطق الوعرة في ضهور عشقوت في كسروان".
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مصدّق بور إن "ايران لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى نتيجة مع لبنان، وذلك بسبب تعامل بعض الجهات اللبنانية مع إسرائيل، والتدخلات الأجنبية، بالإضافة إلى ظن إسرائيل بأن إيران وراء خطف طيارها رون أراد".
وشدد بور على "أننا نتّهم جعجع فقط وليس أي أحد آخر من الفرقاء اللبنانيين، وربما يكون بريئا ولكن بحسب معلومات إيران فهو المتهم الأول".
وأضاف بور: "هذا الموضوع خرج عن سياق قضية اختطاف وأصبح رهن معادلات دولية وقد مضى عليه زمن طويل من دون الوصول إلى نتيجة".
وحول ما اذا كان مصيرهم قد تأكّد، اعتبر بور أن "مع مرور هذا الزمن قد يكونوا توفوا أو أنهم قُتلوا في لحظة اختطافهم".
وأكد بور أنّ هذا الملف مستمر بالنسبة لإيران ولو كان المختطفون متوفين لإعادة رفاتهم، باعتبار أن هذا ملفا إنسانيا دبلوماسيا سياسيا.
في المقابل، أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات شارل جبور "أننا غير معنيين بالموضوع، وهذه المسألة تعود إلى فترة الحرب الأهلية ونحن كفريق سياسي استلم قيادة القوات منذ العام 1986، عندما سُئلنا في الوقت المناسب أعطينا وجهة نظرنا بهذه المسألة، وقدّمنا روايتنا التي نعرفها ووضعنا بعض الاحتمالات".
وعن اتهام إيران لـ"القوات" في هذه المسألة، قال جبور"هذا شأنهم، لا علاقة لنا بعملية الاختطاف، وبالنسبة لنا انتهى الموضوع".
وختم جبور "بأننا لا نريد اتهام أحد، وكما حصلت هذه العملية فأيضا تم اختطاف آلاف اللبنانيين من قبل النظام السوري واطراف أخرى".
اذا يقول الايرانيون ان جعجع قد يكون بريئا ولكن الملف مستمرّ بالنسبة لايران لمعرفة ما حصل، وقد مضى على القضية الكثير من الوقت... عامل الوقت هذا تجتمع عليه ايران مع القوات التي تعتبر ان القضية باتت وراءها. فهل القضية تفصيل في خلافات اكثر عمقا تحتاج الى ان يلتقي متضادان موازيان في عالم السياسة يصعب التقاؤهما بالرغم من كل التغيرات في المنطقة؟