ميسا جبولي - LebanonOn
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس باتهام السلطات الأرجنتينية لـ 4 لبنانيين بالضلوع في تفجير استهدف مركزاً للجالية اليهودية في العاصمة بوينس آيرس عام 1994، وأسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة المئات.
أصابع الاتهام بمثل هذه الجرائم ليست المرة الأولى التي تُصوب فيها السهام نحو حزب الله المدعوم من ايران، وفيما اتهمت الأرجنتين وإسرائيل جماعة حزب الله بتنفيذ التفجير بناءً على طلب إيران، نفت طهران أي تورط لها.
في هذا السياق، كشف الصحافي علي فرحات المقيم في البرازيل في حديث خاص لموقع LebanonOn أن "هناك الكثير من أجهزة المخابرات تعمد على ابتزاز اللبنانيين، كما ينشط العملاء في التجارة بابتزاز التجار اللبنانيين وأصحاب رجال الأعمال المعروفين في المنطقة، ويقولون حرفياً: "اسمكن رح يكون موجود على لائحة المطلوبين في حال لم تدفعوا هذه المبالغ المالية". وتابع: "هذا الحال عشناه كثيراً وهذا موسم تستخدمه الأجهزة الأمنية الفاسدة، وهذه الاتهامات بحق اللبنانيين المقيمين في البرازيل والأرجنتين والبراغواي هي عمل مستمر لنفس الأشخاص والأسماء التي يتم استغلالها في كل المناسبات".
وتابع: "بالإطلاع على المدعي العام دانييل رافيكاس، تبين أنه مقرب جداً من منظمة الضغط اليهودي في الأرجنتين، وهما - اي رافيكاس والمنظمة - من كانوا يرفضون الاتفاق الارجنتيني الإيراني للتحقيق المشترك، وبدأ هذا الموضوع يجيّر في السياسة".
وفي حديثه، كشف عن أن "علي عبدالله المتداول اسمه، متوفٍ منذ سنوات في لبنان، ومن بين هذه الأسماء أيضاً عبدالله سلمان، وهذا الاسم غريب، وهو شخص غير معروف أبداً وسط الجالية هنا، ولا أحد سبق وأن سمع باسمه، والإسمان الآخران من الذي وردت اسماؤهم، موجودان في الباراغواي ويُعتبران من أهم رجال الأعمال ولهما خبرة طويلة في العمل، ويبدو أنهما لم يتوجّها إلى الأرجنتين أبداً". وبحسب فرحات، فان اسم فاروق عبد الحي عميري يمتهم بهذه المسائل ويتمّ التداول بإسمه دائماً". وتابع: "هذا الادعاء كان نفسه على أشخاص آخرين، منهم السفير الإيراني في بيونس أيرس وغسان الشامي، وسابقاً، تم توقيف أسعد بركات وعدد من اللبناييين تحت هذا العنوان وللأسف كانوا ضحية لأكبر عملية إبتزاز تتولاها الإدارة الأميركية في المنطقة".
وأكد أن "كل ما يمتلكه من معلومات تفيد بأن القضاء الأرجنتيني لا يملك أي دليل على اتهاماته لهؤلاء الأشخاص، وهو استمرار لواقع فرضته أجهزة الاستخبارات الأميركية للترهيب في المنطقة لأنه حتى الآن لا يوجد أي دليل على أي شخص من الأسماء التي تم التداول بها".
وأضاف: "كان هناك قضاة شجعان في الأرجنتين قالوا إنه يجب ختم هذا الموضوع لأنه ليس هناك أية دلائل واثباتات على انّ المطلوبين الـ4 مذنبون انما يتم تجيير هذا الملف في السياسة بشكل كبير كما يتم استخدامه بطريقة غير قانونية".
ورأى فرحات أن "هذا الإصدار من قبل مدعي العام في الأرجنتين يأخذ منحى سياسيا، لأنه بدا كأنه سينطلق نوع من الضغط على اللبنانيين وله ارتدادات كبيرة، مشيرا إلى أن "هناك عملية ضغط كبيرة وهناك قرار بعدم إراحة اللبنانيين في البرازيل والارجنتين والبراغواي، وأصبح اللبنانيون محط أنظار بسبب نفوذهم الاقتصادي الكبير".
ويعتبر اللبنانيون جزءا من المخزون الاقتصادي اللبناني الذي يساعد أهله وبلده، وهذا الأمر لا يخفى، خاصة في ظل هذه الظروف، حيث أصبح المغترب اللبناني يشكل مصدر عيش لأهله في الوطن؛ من هنا أشار فرحات إلى أنّ "السلطات هدفها أن تظهر عبر الإعلام بأن الجالية اللبنانية تعمل لدعم حزب الله". وأضاف: "أجهزة الاستخبارات الأربعة (البرازيل الأرجنتين البراغواي وأميركا) وصلت إلى نتيجة عام 2005 بأنه ليس هناك أدلة على وجود أي دورة اقتصادية أو أي نشاط تابع لمنظمات ارهابية".
وناشد فرحات عبر LebanonOn السفراء اللبنانيين في الدول المعنية بما أن الادعاء أصبح في القضاء "أن يتابعوا الملف للمرة الأولى ولهم الحق طالما أن المواطنين هم لبنانيون لكشف هذه الفضيحة، مشيراً إلى أن "السفراء لهم الحق بأن يطلبوا من الادعاء العام الملف ولكن لم نلحظ أي تحرك منهم، والسفراء هنا هم مجرد صورة للبروتوكول حيث لا يقومون بأي اجتهاد". واستبعد بأن "يكون هناك علاقة بين هذه الأسماء وحزب الله، مشيراً إلى أن فاروق العميري يقيم في البرازيل، ولم يزر لبنان سوى مرتين".
كما كشف فرحات عن أن "التضييق يحصل على كل اللبنانيين وخصوصاً من هم أصحاب رؤوس أموال، مشدداً على أننا "كجالية لبنانية إذا كان هناك شبوهات حول أي شخص ليس لدينا مشكلة بتقيد القضاء". وشدّد على أن "هذه الاجراءات تعسفية وستبقى مسؤولية السفراء المتخازلين بأن يتابعوا هذا الملف الذي يبدو أنه لا يعنيهم".
وأشار فرحات إلى أن "الجالية اللبنانية هنا باتت متحضرة لمثل هذه الاتهامات". كما توجه إلى بعض الوسائل الاعلامية في لبنان قائلاً: "البعض يحاول مواجهة حزب الله عبر الخاصرة الضعيفة في الهجرة وتتبناها الصحف الموالية لاسرائيل في العالم، لذا نحذّر هذه الوسائل من أن تتحول إلى عدو للجالية اللبنانية المتواجدة هنا".