محمد عبد الرحمن-LebanonOn
وصل اليوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى فرنسا، بزيارة رسمية للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبحسب الديوان الملكي السعودي فإن الزيارة تندرج ضمن مُشاركة المملكة في قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" المقررة في باريس بين 22 و23 حزيران الجاري، وأيضاً في استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030.
لكن قصر الإليزيه قال إن ماكرون ومحمد بن سلمان سيتناولان "بالإضافة إلى العلاقات الثنائية"، الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على سائر دول العالم، والحرب في السودان، كما سيبحثان في عدة ملفات منها الملف العراقي واللبناني.
الملف اللبناني بين بن سلمان وماكرون
لا بد للزعيمين من التطرق الى الملف اللبناني في ظل الشغور الرئاسي منذ حوالي 8 أشهر وسط انقسام سياسي حاد في لبنان بين كافة الافرقاء السياسيين، وفشل المجلس النيابي اللبناني انتخاب رئيساً للجمهورية في الجلسة 12 له بعد منافسة بين المرشحين، سليمان فرنجية الذي يدعمه فريق الثنائي الشيعي، وجهاد أزعور الذي بدوره تقاطع عليه التيار الوطني الحر مع قوى المعارضة من القوات اللبنانية والكتائب وتجدد وبعض النواب المستقلين والتغييريين.
وكان قد سبق ولي العهد الى فرنسا كلّ من السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، برفقة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا وهو المعني في متابعة الملف اللبناني، وكان لهما لقاء مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل.
ثمة أسئلة تطرح، ما هو الجديد الذي طرأ على الملف اللبناني لظهور هذا التحرّك الفرنسي- السعودي العلني والواضح حول الملف الرئاسي، وخصوصاً بعدما تحدثت مصادر ديبلوماسية متابعة، ان لقاء الرئيس الفرنسي بولي العهد السعودي اليوم في الاليزيه سيكون حاسماً لبنانياً، خصوصاً بعدما "اوكلت" واشنطن للأمير بن سلمان حلّ ما تبقى من خلافات.
وفي هذا الإطار، كشف الخبير في الشؤون الاوروبية تمام نور الدين في حديث لموقع LebanonOn أن "لا شيء جديد في الملف اللبناني، سوى عدم التوصّل للآن الى انتخاب رئيس جديد وسط الانقسام السياسي في لبنان"؛ مضيفاً أن "فرنسا هي الوحيدة التي تعمل على الملف اللبناني منذ العام 2020 وحتى اليوم، ولكن ليس فرنسا وحدها صاحبة القرار الكامل في الملف اللبناني، بل هناك تقاطعات سعودية أميركية ايرانية في هذا الملف".
وعن حضور السفير بخاري والعلولا الى فرنسا، أشار نور الدين الى ان ما يحصل هو بمثابة لقاءات مع الطرف الفرنسي لتحضير لقاء بن سلمان بماكرون، وحضور ولي العهد بن سلمان الى فرنسا هو للتطرق الى البند الرئيسي والهام ويتمثل بالتحضير لـ "EXPO 2030"، مع التطرق على الهامش لعدة ملفات كالملف الاوكراني واللبناني والعراقي.
ولفت الى أن "فرنسا باقية على خيار ترشيح فرنجية حتى الآن، الا اذا اعطى السعودي ربما اسما آخر او علّق بالرفض على اسم فرنجية، وفرنسا تريد أن تردّ جميلة الـ27 مليار دولار في العراق التي استحوذت عليها من خلال شركة توتال، وأيضاً في موضوع التنقيب في لبنان".
وأضاف: "فرنسا لها حساباتها الخاصة في المنطقة، وترى الطريقة الاسرع لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان هو انتخاب سليمان فرنجية، وخصوصاً في ظلّ تمسك الثنائي الشيعي بفرنجية حتى الرمق الاخير".
وتابع: "في كل مرة يجتمع فيها بن سلمان بماكرون او يتصلان ببعضهما، يُقال في لبنان بان هذا الاجتماع للحسم في الملف اللبناني، واعطاء كلمة السر النهائية".
زيارة لودريان الى لبنان
في سياق متصل كشف نور الدين انّه "في حال كان الملف اللبناني سينتهي بجلسة اليوم، ما كان ماكرون ليعيّن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان للبحث في الملف الرئاسي"، لافتاً الى أن "لودريان هو من يمسك الملف اللبناني جيداً، ولديه لوم وعتب على كامل الطبقة السياسية، وهو الشخصية الفرنسية المحبوبة عند السعوديين ويعرف تماما كيف سيتعاطى مع السعودي بهذا الشأن والاخير يرتاح في التعامل والحديث معه ويقتنع منه".
وأشار الى أن "لودريان سيلتقي كافة الافرقاء السياسيين في لبنان، وليس لديه اي مشكلة أن يجلس مع أي طرف، كما انه على علم بالتفاصيل الدقيقة في الشأن اللبناني، بالاضافة الى عمل المنظمات غير الحكومية في لبنان المعنية بهذا الشأن".
وتابع: "لا أعتقد أن لودريان يمتلك كلمة السر النهائية، بل الملف بحاجة لبعض الوقت، وهذا ترجمه تعيين ماكرون لمبعوث الى لبنان".
اما عن حضور الحريري على مائدة بن سلمان وماكرون، فأوضح نور الدين انه "لا يوجد مثل هذا الكلام اطلاقاً في الأروقة الفرنسية بل فقط في الصحف اللبنانية، مع العلم ان الرئيس سعد الحريري يمثل الطائفة السنية في الوجدان، ولا صحة للحديث عن انه سيكون حاضرا في النقاش بين بن سلمان وماكرون".