حسين صالح - خاص LebanonOn
إصرار لبناني على إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بشكلٍ آمن، يقابله اعتراض غربي غير مبرر إلا لإبقاء لبنان غارقاً في ديونه، وزيادة الأعباء الاجتماعية والسياسية عليه.
وقد ظهر ذلك خلال مؤتمر بروكسل أمس، حيث أعلن مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تقديم دعم بقيمة 600 مليون دولار للدول المجاورة لسوريا، كمساعدة لتحمّل تكاليف استضافة النازحين، كما أعلن الإبقاء على العقوبات تجاه دمشق.
ويأتي ذلك وسط انفتاح عربي على سوريا، وتزامنا مع تحسين العلاقات مع دول الخليج. فإعلان الغرب أن سياساته تجاه دمشق ستبقى على ما هي عليه في الوقت الراهن إن دلّ على شيء فهو على انزعاجه الواضح من هذه العودة.
وفي هذا السياق، قال العضو في مجلس الشعب السوري النائب نضال مهنا لموقع LebanonOn إن "الاتحاد الأوروبي كان ولا يزال جزءاً من مشروع الحرب على الدولة السورية وعلى الدول العربية بشكل عام، وهناك شعور بالغبن يتمثّل بفشل أهداف الحرب في إحداث تغيير جوهري وأساسي في بنية الدولة ودورها عربياً وإقليمياً".
وأضاف مهنا ان "هذا الانزعاج يزداد من خلال صور التقارب بين سوريا ومحيطها العربي والاقليمي وبالتالي الاتحاد الأوروبي لا يزال أسيراً للأحقاد الناجمة عن الفشل في إسقاط الدول وهو ضحية لتبعية صهيونية – أميركية لا تريد خيراً لسوريا والدول العربية، واستمرار العقوبات هو لتحقيق أجندات سياسية".
وفيما يخص النازحين السوريين، أكد مهنا أن "هذا الملف هو على رأس كل لقاء بين المسؤولين اللبنانيين والسوريين"، مشددا على أن "دمشق منفتحة على معالجة هذا الملف باعتبار أن هؤلاء النازحين هجّرتهم الحرب وكانوا ضحية استغلال سياسي وضغط على الدولة السورية من أطراف عديدة".
وأشار مهنا إلى أن "دمشق تقوم بتسهيلات عديدة لعودة مواطنيها إليها"، مؤكداً أن "العديد من مراسيم العفو والمصالحات صدرت لتسوية الأوضاع وتهيئة البيئة القانونية وذلك لطمأنة من عليه أحكام من النازحين، بالإضافة إلى عمل الدولة على تقديم الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء للمناطق المحررة التي تعرّضت للإرهاب، وتحسين الأوضاع الأمنية فيها ونزع الألغام منها".
ومن ضمن التسهيلات أيضاً بحسب النائب السوري "إقامة العديد من مراكز الإيواء المجهّزة طبياً وصحياً، كما عقدت دمشق العديد من المؤتمرات بالتعاون مع روسيا والدول الصديقة لحل هذه المعضلة لإزالة كل العوائق التي راكمتها الحرب، كما التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".
وردا على الاتهامات التي تطال سوريا لناحية أنها لا تريد عودة النازحين إليها، قال مهنا إن "هذا الملف من أولويات دمشق وهي تعمل على عودة الحياة الطبيعية وحلحلة كل عقد الحرب بما فيها موضوع النازحين".
وشدد مهنا على أن "الغرب هو المستفيد الوحيد من حالة عدم الاستقرار الاجتماعي وعدم الطمأنينة بين المواطن السوري ودولته، ولو كان صادقاً لقدّم المساعدات للنازحين ولو كانوا في بيوتهم من خلال دعمهم لإعادة إعمارها، ولكان أيضاً توقّف عن فرض العقوبات التي تفاقم الوضع الاقتصادي من الناحية الإنسانية والصحية والخدماتية، وكان توقّف عن سرقة موارد سوريا من النفط والغذاء جهاراً وفي وضح النهار".
وختم مهنا: "الغرب هو المسؤول عن حالة عدم تهيئة الظروف المناسبة لعودة النازحين".