حسين صالح - LebanonOn
عاد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد، فبعد فترة طويلة تحرّكت المياه الراكدة، وأثارت هذه الحركة قلقاً إسرائيلياً، ليضيف على تخبطات الداخل الصهيوني حيرة حول الاجراءات التي ستتخذها لمنع الولايات المتحدة من إتمام الاتفاق مع إيران.
في هذا السياق، قال الأستاذ في القانون الدولي والفيزياء النووية د. هادي دلول لموقع LebanonOn إن "واشنطن أبدت ليونة تجاه الملف بعدم إدراج ملف الصواريخ الباليستية وعدم تدخل طهران بالمنطقة، ما يثير الصدام بينها وبين تل أبيب لناحية الاولويات ولتغاضي أميركا عن مصالح إسرائيل".
ورأى دلول أن هذه الصدامات بين الطرفين قد تصل إلى حدّ التهديد وتجميد العلاقات حتى محاولة استدراج قوات "المارينز" الأميركية لمواجهة عسكرية مع البحرية الإيرانية".
وأوضح دلول أن "الملف النووي هو من بين جملة الأسباب التي تشكل "شعرة معاوية" بين واشنطن وتل أبيب، ومنها تلبية المتطلبات الصهيونية في المنطقة، والاستثمارات المسروقة من العرب، وفكرة عملية المصالحات بين إيران ودول المنطقة".
اجتماع سوليفان ونظيره الاسرائيلي
وعن المباحثات التي أجراها مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي و"الأجواء الإيجابية" التي سادتها، قال دلول: "فلتتّسم بالإيجابية عندما يصبح هناك قراءة للنص الأميركي بالموافقة على الاتفاق، وعندما تطلب إسرائيل المساعدة العسكرية من البنتاغون والأخير يرفض".
وتابع بأن النص الأميركي أظهر لنا حسن النية في الملف، كما أشار إلى أن "المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أكد أن ما حدث من صدور تقارير سابقة فيها اشتباه بالملف لن يتكرر ولم يكن اتهاما لإيران، وأبدى استعداده حول إعادة الدول الستة الى طاولة المفاوضات".
ما هي الضمانات؟
وفيما يخص الضمانات، لفت الأستاذ في القانون الدولي والفيزياء النووية إلى أنه "سمع من مسؤول أميركي بأن واشنطن لا تضمن أن لا يأتي رئيس لها في المستقبل ويلغي كل ما سيتم الاتفاق عليه".
وأكمل أن "إيران قالت في 2018 لأميركا انه إذا أصرّيتم على موقف الرئيس السابق دونالد ترامب بإرجاع الملف لنقطة الصفر سنعيده إلى ما قبل الصفر، أي أن كل الاجراءات الزمنية والتقنية المتفق عليها سيكون بينها فجوة كبيرة".
وفي أجواء الضمانات، أشار دلول إلى أنه تقدّم باقتراح يضمن التزامات الغرب بالاتفاق، وينص على إجراء عقود تعطي الحق لإيران على التحرك باتجاه حقول النفط المستثمر فيها والموجودة في الخليج في حال تقاعس أي دولة أوروبية، أما في حال سار الاتفاق فكأن العقود لم تكن.
لماذا تحرّكت أميركا الآن؟
وشرح دلول أن تحرّك واشنطن في هذا التوقيت تجاه الملفّ يأتي كمحاولة قطع طريق على روسيا، لأن موسكو في حال انهت قريبا الحرب الاوكرانية ستدخل بملفات تتعلق في المنطقة.
وأوضح أن الوجود الأميركي في سوريا ليس عسكريا بقدر ما هو أطماع استثمارية يقلّص فيها الوجود السوري عبر إغراء السوريين.
كذلك بالنسبة للبنان، قال إن النفط في البلد لا يزال خاماً ما يزيد أطماع الاستثماريين، ولن يأتوا بالسلاح وذلك بسبب وجود سلاح المقاومة، لكنهم من الممكن أن يقدموا عرضا يجبرون الدولة من خلاله على القبول به نتيجة حجمه الكبير .
وختم دلول: "ليس لدى ايران ما تقدمه للأمم المتحدة سوى الالتزام، وإيران لديها كرسي في الأمم وفي الوكالة الذرية ويحق لها التواجد".
يتأثر لبنان بأي تتطور إقليمي أو دولي، سواء كان في محوره أو لم يكن وذلك نتيجة موقعه المميّز على الخريطة الجغرافية والسياسية، فكيف سيستفيد من الملف النووي؟