مارون ناصيف
لماذا تقدّم إسم الوزير السابق جهاد أزعور على غيره من الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية وتحديداً على إسم الوزير السابق زياد بارود؟
وهل هناك بين أفرقاء التفاوض الرئاسي الدائر بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب ونواب التغيير وبعض المستقلين، من وضع فيتو على بارود كي يتم يستبعد من دائرة التوافق الذي يسعى اليه معارضو رئيس تيار المرده سليمان فرنجية المدعوم من ثنائي حزب الله وحركة أمل؟
وهل طُويت صفحة بارود الى غير رجعة رئاسياً أم أن دوره لم يأت بعد؟
أسئلة أصبح من الضروري طرحها لفهم ما يحصل فعلياً في المفاوضات ولمعرفة الدوافع والأسباب والمعطيات التي أدت الى تقدم إسم أزعور على بارود وغيره علماً أن أزعور كان وزيراً للمال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي إتهمها التيار الوطني الحر بكتاب "الإبراء المستحيل" بهدر 11 مليار دولار من الخزينة العامة.
في المعلومات التي يتناقلها المفاوضون، يتبيّن أن بارود كان مقبولاً كمرشح توافقي من قبل التيار والكتائب وعدد كبير من نواب التغيير لكن الفيتو عليه جاء من القوات اللبنانية، وفي هذا السياق ترجّح مصادر متابعة للملف الرئاسي أن يكون سبب هذا الفيتو القواتي على إسم وزير الداخلية السابق، رفضه الترشح الى الإنتخابات النيابية التي أجريت عام 2022 على لائحة القوات في دائرة كسروان – جبيل، وفي هذا السياق يقول مقربون من بارود إن عدم موافقته على الإنضمام الى اللائحة التي دعمتها معراب كان إنطلاقاً من قناعة ثابتة لديه ألا وهي عدم تكرار تجربة العام 2018 التي خاض بارود خلالها الإنتخابات النيابية متحالفاً مع التيار الوطني الحر أي بمعنى آخر عدم خوض الإنتخابات النيابية ثانية على لائحة حزبية، أياً يكن إسم الحزب الذي يشكل هذه اللائحة أو تلك.
إضافة الى الفيتو القواتي على بارود هناك من يسوّق في معراب لنظرية أن بارود وفي حال إنتخابه رئيساً للجمهورية، لن يواجه حزب الله وحركة أمل على طاولة مجلس الوزراء، وفي هذا السياق يسأل مقربون من ويزر الداخلية السابق، هل نسي البعض كيف واجه بارود الثنائي داخل الحكومة، ورفض التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني علماً أن الثنائي كان يريد التمديد وقد طلب من بارود إيجاد صيغة قانونية له الأمر الذي لم يقبل به وزير الداخلية آنذاك؟
يقولون إن جهاد أزعور سيواجهة حزب الله وحركة أمل في حال وصل الى قصر بعبدا والسؤال، كيف يمكن لمن التقى قيادات الحزب والحركة لثلاث مرات في الآونة الأخيرة أن يواجه هذين الفريقين بعد إنتخابه رئيساً للجمهورية ؟ !
في المحصلة، قد تصح معادلة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لناحية أن الهدف من ترشيح أزعور من قبل قوى المعارضة والتيار الوطني الحر هو لتطيير ترشيح فرنجية لا أكثر ولا أقل، ومن هنا يطرح السؤال، هل سيبدأ دور بارود في المعركة الرئاسية بعد إنتهاء مهمة ترشيح أزعور وإسقاط ترشيح فرنجية وأزعور معاً؟