حسين صالح - LebanonOn
يومان قبل بدء الجولة الثانية من الانتخابات التركية، وتشير كل المعطيات والتحليلات إلى أن الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان هو الأقرب للفوز، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها مؤثرة بشكل كبير وأخرى إن لم تكن على المستوى المطلوب لكنها تخدم أردوغان نتيجة عدم تأمينه نسبة الـ50% على فارق نصف نقطة في الدورة الأولى، كضم منافسه سنان أوغان الحاصل على 5.17% صوته إلى صاحب نسبة الـ49.51%.
من هنا، يواجه المرشح بوجه أردوغان كمال كليتشدار أوغلو مشكلة بزيادة الأصوات، إذ إنه كان قد حصد في الجولة الأولى 44.88% منها، لتقول الترجيحات أن النسبة التي نالها أوغان قد ينتقل جزء منها إلى أردوغان.
في السياق، قال الخبير في الشؤون التركية محمد نورالدين لموقع LebanonOn إن "الأرجحية المطلقة بالفوز تذهب إلى أردوغان خصوصاً أن غالبية البرلمان التركي يقف إلى جانبه".
ولم يستبعد نورالدين حدوث مفاجآت في الجولة المقبلة، تتمثّل إما بتوسيع الهوّة بين الطرفين أو تضييقها نتيجة عدة عوامل منها:
تراجع نسبة الاقتراع من جمهور أردوغان اعتقاداً منهم أنه فائز في جميع الأحوال، أو ارتفاع نسبة التصويت لجمهور المعارضة وإعطاء فرصة أكبر لكليتشدار للتفوّق على أردوغان.
وأشار نور الدين إلى أن "اوغان او صاحب نسبة الـ5% لا يمون على كل من اقترع لصالحه لأن ليس جميعهم تابعون له، إنما حوالي 3% أو 4% يؤيّدون الأحزاب التي أيّدته في الجولة الأولى".
ولفت نورالدين إلى أن "خطوة أوغان تجاه أردوغان جاءت بناءً على تشدده القومي ضد الأكراد ويعتبر أن المعارضة تتحالف معهم، بالإضافة إلى أنه تبقى وعوداً من الرئيس التركي بإعادة الناحين السوريين إلى بلادهم بأقرب وقت ممكن".
إلى ذلك، قال أنه "من الوارد أن يكون اوغان قد وُعد أيضاً بتعيينات أو مركز في الدولة كنائب للرئيس أو وزير، مشيراً إلى أن مصادر حكومية تركية نفت أن يكون قد تم التداول بذلك".
أما بالنسبة لانتخابات المغتربين، أكد نصرالدين أن "نسبة الاقبال للاقتراع في الدورة الثانية أكبر مما كانت عليه في الدورة الأولى ما يرفع حظوظ أردوغان كونه نال أصوات الغالبية في المرة الماضية".
من جهة أخرى، رأى نورالدين أن "إعادة النازحين السوريين بالنسبة لأردوغان "كذبة"، معتبراً أنه قد يعيد جزءً منهم إلى مناطق محددة في سوريا هو يختارها، وذلك لأنه يستفيد منهم لناحية التصويت له من المجنّسين، كما أنه يتقاضى الأموال من الاتحاد الاوروبي".
أما بالنسبة لكليتشدار أوغلو، فإعادة النازحين إلى بلادهم بموجب اتفاق مع دمشق من أهدافه وأولوياته.
وختم نورالدين بأن "فوز أردوغان يعني استمرار السياسات الحالية واضطرار الخصوم للتعامل معه 5 سنوات إضافية، وقد يتشدد في بعض الموضوعات كالعلاقات مع السعودية والامارات وغيرها وبالتالي سيتفاوض من موقع أقوى مما كان عليه".
تنقسم تركيا اليوم إلى قسمين: المتشددون القوميون والميّالون إلى الأكراد، الأول يمثّله أردوغان والثاني يمثّله كليتشدار أوغلو، وذلك يعني أن الشعب التركي أمام خيارين، إما التشدد القومي أو الميل إلى الأكراد... فماذا سيختار؟