محمد عبدالرحمن-LebanonOn
في خضم الحراك الخارجي من الدول المعنية بالملف الرئاسي في لبنان، بدأت حركة ما بعد عطلة العيد. اذ وصل مساء اليوم، وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت. هو سيقوم بلقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين منهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إضافةً إلى وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة عبد الله بو حبيب. ويتوقع أن يلتقي الوزير الإيراني أثناء الزيارة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
ومن المنتظر، وفق وسائل إعلام لبنانية وإيرانية وبعض الاحاديث الاعلامية، أن يجري البحث في الملف الرئاسي اللبناني، أثناء لقاءات حسين أمير عبد اللهيان مع المسؤولين اللبنانيين، ومختلف ملفات الأزمة التي يعيشها لبنان حالياً.
والجدير بالذكر أن الزيارة الاخيرة لعبد اللهيان كانت في منتصف شهر كانون الثاني الماضي، أي قبل الاعلان عن الاتفاق السعودي الايراني في شهر آذار، وكان قد أشار في حديثه من بيروت وقتها، الى مباحاثات أمنية مع السعودية.
وفي حديث للمحلل السياسي فيصل عبد الساتر لموقع LebanonOn، قال: "لا بد من التذكير أن زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان تأتي في اطار الزيارات المنتظمة للمسؤولين الايرانيين الى لبنان، وليس لها علاقة بأي ظروف استثنائية ممكن أن تقرأ بها الزيارة من هنا او من هناك، وبالتالي للذين يتحدثون عن ان هذه الزيارة قد تحمل في طياتها مقاربة جديدة فيما له علاقة في ملف الرئاسة في لبنان اعتقد انهم واهمون ويذهبون بعيداً في التحليل".
ولفت الى ان "هذه الزيارة تأتي ليس الا للتأكيد ما تقوم به ايران في هذا الاطار من المواقف التي لها علاقة بدعم لبنان، وليس لها أي علاقة في الشؤون الداخلية اللبنانية. وأضاف: "ايران تلتزم مايلتزم به حلفاؤها في لبنان وبالتالي لا تملي عليهم ولا تعترض عما يقومون به في عدة ملفات ومنها الملف الرئاسي".
أما بالنسبة لمفاعيل الاتفاق الايراني-السعودي، أشار عبد الساتر الى انه "سيكون له الكثير من التداعيات الايجابية على أكثر من ملف في المنطقة عموماً، وهذا امر بحد ذاته لا يمكن تحديده من خلال ملف من هنا وملف من هناك أو استحقاق من هنا او هناك، فان هذا التقارب له عدة ملفات وجوانب أكبر بكثير من موضوع انتخاب رئيس في لبنان".
وتابع: "هذا الاتفاق له علاقة في تجفيف المشاكل بينهما ووقف التوتر في المنطقة وهذا اهم من كل التفاصيل الأخرى"، مشيراً الى أنه "بحسب خبرته بايران هي لا تتدخل بأي تفصيل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولن تنحاز مع طرف ضد طرف آخر، لانها تدرك طبيعة الانقسامات في لبنان واي حساسية في هذا الاطار قد يترك الكثير من السلبيات".
وأردف: "ايران تسعى بكل جهدها على التوافق بين اللبنانيين لانه الاساس في تجاوز كل المشكلات القائمة وهذا ما سيؤكد عليه وزير الخارجية الايراني في زيارته عندما يلتقي المسؤولين اللبنانيين على اختلافهم ولكن بالتأكيد أن لقاءه الاساسي مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كما جرت العادة".
واعتبر عبد الساتر ان "هذه الزيارة ستكون بمثابة أي زيارة لموفد خارجي الى لبنان، او كأي اتصال من الخارج مع المسؤولين اللبنانيين من الممكن أن تقدم مناخات ايجابية ولكن لن تكون الاساس في الحل للمشكلات القائمة"، وختم قائلاً: "حبل من الله وحبل من الناس هذه هي القاعدة التي من الممكن أن تخرج اللبنانيين من دوامة الحلقة المفرغة التي يعيشونها".
وفي المحصلة على اللبنانيين ان يفهموا أن اي تحرك خارجي ان لم يكن مقرونا بهم على المستوى الداخلي، هو تحرك لن يفيدهم بأي شيء. فالجميع ينتظر كلمة السر وهي "الخارجية" والجميع ينتظر ما يحصل في الخارج فيما الحوار والتفاهم بينهم وبين كل أطياف المجتمع اللبناني هي الحلقة الاساس في الملف الرئاسي.