ميسا جبولي
أكثر من عام ونيف على اعتكاف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن العمل السياسي، حينها استنفرت الطريق الجديدة بعدما أعلن زعيم التيار الازرق عدم خوضه الانتخابات النيابية.
ويوم 6 أيار 2022، كان مشهد الانتخابات النيابية مختلفا، فالساحات كانت فارغة من أعلام تيار المستقبل، وأناشيد التيار الأزرق، يومها استبدل أهالي الطريق الجديدة ورقة الاقتراع بالسباحة في مسبح في وسط الطريق.
البعض اعتبر أن الحريري لم يتحمل الأثقال السياسية، وتنصل من مسؤولياته وترك البلد في أزماته، فيما اعتبر آخرون أن الحريري اعتكف لأنه "لا يشبههم".
اليوم، لبنان على أبواب استحقاقات قد تنقذ ما تبقى من البلد، فبعد الصراع على الاستحقاق الرئاسي، سيواجه اللبنانيون صراعاً جديداً على الاستحقاق الحكومي، قد يحمل معه أسماء جديدة أو ربما أسماء شغلت المنصب سابقاً.
فما حقيقة عودة الحريري إلى الحياة السياسية؟ وكيف يسعى الأخير لاسترضاء السعودية ومحاولة عودة المياه إلى مجاريها؟
في هذا الاطار، اشارت مصادر متابعة لموقع "LebanonOn" الى أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري طلب منذ مدّة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعب دور الوسيط مع الإدارة السعودية بهدف عودة العلاقات إلى طبيعتها .
بالمقابل نفت مصادر مقربة من الحريري عبر موقعنا ما يتم التداول به وقالت: "منذ أن أعلن الحريري اعتكافه لم يعد يتدخل في الحياة السياسية لا من قريب ولا من بعيد.. الحريري لا يزال على قراره".
وبعد أكثر من 5 أشهر على الفراغ الرئاسي، ربما قد تكون هذه المماطلة فرصة لمحاولة الحريري تحسين أوضاعه مع السعودية، وهو ما يعد العائق الاساسي أمام عودته إلى الحياة السياسية.
هذا وأشار مصدر مقرب كثيرا من الحريري الى أن "لا أحد يعلم عما إذا كان الحريري سيعود إلى الحياة السياسية قريباً، وقال: "ما بضرب بالرمل والله، لا أعلم ولم أر شيئا حتى الآن".
وتابع: "هذا القرار منوط بالرئيس الحريري وحده فهو من اتخذ قرار الاعتكاف وهو من يقرر أن يعود عن هذا الاعتكاف".
فلبنان اليوم على أعتاب عهد جديد، ولا تقتصر الأحاديث الصحفية عن أسماء رئاسة الجمهورية فقط، انما الحديث عن ان عودة الحريري قد اقتربت.
ومن جهة أخرى، أكد الصحافي علي نقر في حديث خاص لموقع "LebanonOn" إنه: "ليس من الصعب أن يكون فرنجية رئيساً للجمهورية وسعد الحريري رئيساً للحكومة في ظل محاولة عدد من السياسيين أن يستميلوا الساحة السنية".
وأكد نقر أنه "من المرجح أن ينزع الفيتو السعودي عن الحريري وسيكون حينها جاهزاً للعودة إلى بيت الوسط".
بعد الهدوء الذي تشهده الساحة السياسية في لبنان بسبب الأعياد، تبقى العيون شاخصة إلى ما بعد فرصة الأعياد، علّ التطورات تثمر توافقا على رئيس الجمهورية يليه توافق على رئيس لحكومة تضع خطة اقتصادية ومالية لتنقذ لبنان من المستنقع الذي وقع فيه.