حسين صالح-LebanonOn
لا شك أن تأثير الاتفاق الإيراني – السعودي على المنطقة بدأ يظهر، لا سيما في اليمن وسوريا، خصوصاً بعد إعلان الرياض وطهران عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين واستئناف الرحلات الجوية بينهما.
محليا، لا جديد في الملف الرئاسي، ربما تأثير هذا الاتفاق لم يصل بعد إلى خط نهاية الاستحقاق، لكن الاتفاق حتماً مؤثر على حلفاء طرفي اللعبة. إلا أن اطلاق الأخبار بعد الدخول بمرحلة إقليمية جديدة أصبح كثيرا من هنا وهناك، وكان في هذا الاطار مؤخرا معلومات مفادها أن المملكة العربية تنوي استبدال سفيرها لدى لبنان وليد بخاري بسفير آخر، كون المعالم السياسية للمنطقة تتبدل في الآونة الأخيرة، فما صحة ما يُقال؟
تعليقا على ما سبق، أعرب الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي عن استغرابه ما يُحكى في هذا السياق، وقال: "هذا الأمر يعود للدولة المعنية ونحن في لبنان نقحم أنفسنا في أمور لا دخل لنا فيها ونعوّل عليها". وأضاف: "هذا يحدث في السلك الدبلوماسي في أي دولة في العالم، وإن حصل ذلك فسيكون بخاري في موقع مسؤولية، فهو لديه خبرة دبلوماسية وعريق في هذا المجال، إضافة إلى حنكته ودوره".
ورأى العريضي أن "الكلام عن استبدال بخاري ليس دقيقاً، وإن صح فإن ذلك يأتي في إطار المداورة ونقل مراكز". وأشار إلى أنه "في حال أقدمت الرياض على هكذا خطوة فستكون فقط للاستبدال ولن تمت لأي خطوة بصلة سواء كانت سياسية أو دبلوماسية".
ورداً على سؤال عن علاقة السفير الجديد – في حال صح الحديث – بحزب الله، لا سيما بعد اتفاق بكين، أجاب العريضي: "أي سفير للملكة العربية السعودية يُعتمد في لبنان فهو يمثّل توجهات دولته"، لافتاً إلى أن "بخاري كان ولا زال ينتقد أداء الحزب، وذلك من الطبيعي لأن الأخير أساء للرياض ودول التعاون الخليجي من خلال حملاته على المملكة وتدريبه الحوثيين الذين استهدفوا السعودية".
وتابع العريضي أنه "من الطبيعي أن يكون للبخاري موقف صارم، خصوصاً عند عملية تهريب المخدرات إلى المملكة، إذ طالب حينها الدولة اللبنانية يضبط الحدود، لذلك الحديث عن استبداله بسفير آخر أكثر وداً أمر مبالغ فيه ولا يمت للحقيقة بصلة".
أما بالنسبة لتأثير استبدال البخاري على حلفاء السعودية، فقال العريضي إن "حليف الرياض يبقى حليفها أياً كان اسم السفير، فحلفاء المملكة تاريخيون وهناك صداقات تربطها بزعامات من كل الطوائف والمذاهب وشرائح المجتمع اللبناني، وبخاري لعب دورا بالحفاظ على العلاقات بين لبنان والسعودية في أصعب الظروف".
انطلاقاً من هنا، فليس شرطاً أن يُستبدل بخاري حتى لو دخل لبنان مرحلة سياسية جديدة، وبإمكانه إكمال مهامه وفقاً لتوجهات بلده. وحتى هذه اللحظة لا نرى بوادر على تعيين سفير سعودي جديد في لبنان، إنما كل ما يُقال هور "حكي جرايد"...