حسين صالح
"عليهم أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة وليست نجمة أخرى في علم الولايات المتحدة"... أظهر هذا التصريح لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والذي جاء رداً على حديث الرئيس الأميركي جو بايدن حول انتقاده "الإصلاحات" القضائية، مدى توتّر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، اللتين من المفترض أنهما الدولتين الحليفتين "للعظم".
فالعلاقات الأميركية - الإسرائيلية تمرّ اليوم بأزمة متكاملة غير مسبوقة بعد أقل من 3 أشهر من عودة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى منصبه، رغم الاتصال الذي حصل اليوم بين وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين ونظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الذي شدد على أهمية العلاقات بين البلدين، ولكن عن أي علاقة يتحدثون لطالما أعلن بايدن أنه لا ينوي دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض في الفترة القريبة؟ والغريب هو أن هذه العلاقات سرعان ما تدهورت، فما هي الأسباب؟
إجابة على السؤال الذي سبق، قال الأستاذ في القانون الدولي والفيزياء النووية د. هادي دلول لموقع LebanonOn إن "هناك عدة عوامل تؤثر على الخلاف، منها: تأمين إسرائيل، وموضوع العملات، والتطبيع، وغيرها من الملفات". وأوضح أنه "بحسب نوع الشرخ الموجود داخل الملف يحدد إلى أين سيمتد".
وضمن جملة أسباب الخلافات بين أميركا وإسرائيل، وضع دلول احتمالا أن تكون "تل أبيب قد طلبت من الـ CIAعدة طلبات وقوبلت بالرفض، وربما تكون من ضمنها إنشاء مكتب black water في لبنان، أو دعم بعض الجهات اللبنانية لتوسعة الأعمال التخريبية بالاشتراك مع الجهازين الأمنيَين المذكورين"، ورجّح أن "يعود مشهد الانفجارات والاغتيالات في لبنان".
وأضاف دلول أن "الإسرائيلي كان معتاداً على خدمات الجميع، فيما اليوم لا يوجد أحد يقدم له ما يريد".
وأشار إلى أن "العدو سيلجأ إلى الجهات اللبنانية التي يمون عليها والتي أطعمها وأسقاها لسنوات واليوم ستدفع الفواتير وإلا سيفضحه".
وأكّد دلول أن "إسرائيل تحتضر وشارفت على نهايتها"، ورأى أنه "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فحدها الأقصى سنتين، أما إذا أخطأت فسيقترب موعدها أكثر". وتابع: "كلما قلّت المياه في البحيرة كلما انزعجت التماسيح وأصبحت تعضّ بعضها".
ولفت دلول إلى أن "طهران تنتظر الضوء الأخضر من أحد دول الفيتو في مجلس الأمن لدخول حزب الله إلى الأراضي الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "روسيا حتى الآن تسير على الخريطة ومن الممكن أن تسبقها الولايات المتحدة وتقدّم قرباناً أكبر"، وموضحاً أن "ذلك ليس شرطاً على دول مجلس الأمن مقاتلة الإسرائيلي وقد تكون ضد إيران ومحور المقاومة لكنها لن تصوّت ضده".
وقال دلول: "إيران عملت وتعمل على توسيع الشرخ بين الجانبين، مشيراً إلى أن "لا توراة ولا إنجيل يجمعهما بل ربهم الأعلى هو السرقات والبترو- دولار، وقد بدأ فسخه بصعود روسيا إلى التصويت على سوريا، وصولاً إلى تخبيص الإسرائيلي وتهوّر الأميركي".
وأضاف دلول أن "الجانبين حاولا عدم الاصطدام في الوقت السابق لكن اليوم لا حل سوى الصدام في موضوع إيران". وأوضح أن "الإسرائيلي اضطر إلى التصعيد بملف التطبيع فقابله الرد من واشنطن بسحب قواتها من البحر الأحمر، وأصبحت تلتمس تدخلاً إسرائيلياً في البتروكيميائيات في الخليج ما أثار رغبتها للتخلص من الضغط الإسرائيلي".
ورأى دلول أنه "من الممكن أن تشهد العلاقة بين إسرائيل وأميركا توتراً أكبر في الأيام المقبلة، قد تصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية واشتباك المواطنين الإسرائيليين في أميركا مع غيرهم"...
ربما ما يحدث اليوم بين الطرفين أشبه "بالزكزكة الوجودية"، وربما نطح "رأس إسرائيل" السحاب وأصيبت بجنون العظمة، وبذلك قد يكون زوال إسرائيل على أيدي حلفائها قبل أعدائها، الذين يعتمدون مبدأ "واضرب الظالمين بالظالمين"، ويصدق حينها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما كان يتحدث عن زوال الكيان حين قال: "ربما لن نحتاج حرباً مع إسرائيل".