حسين صالح
"أسهل ما يمكن أن أقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء، وأصعب ما أقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية"... هذا ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال مؤتمره الصحفي الذي أعلن فيه تراجعه عن قرار تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان، مبدياً استياءه من كل الأحداث التي حصلت لناحية أخذ موضوع "التوقيت" منحًى طائفياً.
رغم إعلان ميقاتي أنه لن يعتكف، أشارت مصادر حكومية لصحيفة "الجمهورية" إلى أن رئيس الحكومة حالياً في مرحلة إعادة تفكير، على ضوء الخطاب الذي أطلقه من السرايا بعد جلسة مجلس الوزراء، في انتظار أن يرى كيف ستتعامل القيادات السياسية، وما هو موقفها تجاه هذا الخطاب.
وأكّدت المصادر، أنّ ميقاتي قال للوزراء في الجلسة الأخيرة أنّه لا يستطيع تحمّل كل شيء، "ومن اليوم وصاعداً سأعمل على نمط آخر".
كذلك أكّدت أوساط مقرّبة من رئيس الحكومة لـ"الجمهورية" أنّ ميقاتي كان قد أبلغ فعلاً إلى عدد من القريبين منه، أنّه في صدد أن يسافر، أي الاعتكاف، ولكنه لم يلق تشجيعاً على قاعدة: "لمن تترك البلد؟".
وفي هذا السياق، قال النائب السابق علي درويش لموقع LebanonOn إن "ميقاتي أكد علناً أنه لن يعتكف"، مشيراً إلى أنه "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فكل الاحتمالات مفتوحة، لكنه في الوقت الحالي سيتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة العصيبة. وشدد على أنه لا ينبغي على ميقاتي تحمل مسؤولية كل هذه الأمور وحده بل واجب على الجميع القيام بذلك".
وأضاف درويش أن "الصيغة التي يتبعها ميقاتي هي صيغة تسهيل الأمور وفن الممكن في هذه المرحلة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية". وتابع: "المشكلة الأساس في لبنان هي انهيار الدولة والشغور خصوصاً على مستوى الرئاسة الأولى، وبالتالي يجب أن يكون هناك وسائل ضغط لتسريع عملية الانتخاب".
وردا على سؤال ما إذا كانت الاتهامات التي تم توجيهها لرئيس الحكومة حول أنه "ليس صاحب قرار" ستؤثرعلى علاقاته مع السياسيين، قال درويش إن "البوصلة الأساسية بالنسبة لميقاتي هي فعل قناعاته"، ولفت إلى أن "قرار رئيس الحكومة الأخير حول موضوع تأجيل التوقيت الصيفي كان مقتنعاً به، ولو لم يكن كذلك لما كان اتخذ هكذا قرار، وبالتالي قراراته يتخذها بناءً على قناعات معيّنة.
بين كل الأحداث الأخيرة التي أحاطت بأجواء الحكومة، والتي شكلت ضغطاً على ميقاتي، ليس من المستبعد أن يقوم الأخير بالتنحي عن "إدارة الدولة"، ولكن بالرغم من أن حكومته بصيغة تصريف أعمال إلا أن اعتكافه سيؤثر حتماً على البلاد، خصوصاً أنه لا رئيس للبلاد... فهل يقدم ميقاتي على اتخاذ هكذا خطوة؟