حسين صالح
انهيارات بقيمة العملة الوطنية، وتضخم مالي غير مسبوق، وغلاء معيشي فاحش... ها هو الشهر المبارك أقبل على شعب لا يزال صامدا رغم كل الصعوبات، ما يؤكد "أنو ما في عدل بالدني"، ولو كان هناك عدل لما كان عدد كبير من الصائمين يفترشون مائدة افطارهم بقطعة من الخبز وطبق من الخضار.
بات عدد كبير من الصائمين اليوم عاجزاً عن شراء أساسيات مائدة شهر رمضان، خصوصا في ظل سعر صرف للعملة الصعبة يناطح السحاب كل يوم، ودولرة للأسواق في وقت لا يزال جزء كبير من المواطنين يتقاضى رواتبه بالعملة الوطنية، وأصبحت اللحوم هي طبق الالماس الذي يلمع على الطاولة بالنسبة للبعض، بينما الخضار يضاهي طبق الفضة.
وبحسب الدولية للمعلومات، فقد أصبحت كلفة إعداد طبق الفتّوش 225.000 ليرة لبنانيّة منذ الانهيار الاقتصادي، وهذا رقم مرشح للارتفاع وفقا لسعر الصرف في السوق السوداء. وقد تطوّرت كلفة إعداد الطبق خلال الأعوام الماضية على الشكل التالي:
في العام 2020، بلغت 4,250 ل.ل، أما في 2021، فبلغت 12,287 ل.ل.، أي بارتفاع نسبته 189%، لتصبح في العام 2022، 50,500 ل.ل.، أي بارتفاع نسبته 311%. أما في العام 2023، فقد بلغت كلفة إعداد طبق الفتوش 174,123 ل.ل.، أي بارتفاع نسبته 244.8%. وإذا ما احتسبنا نسبة الارتفاع في الكلفة من العام 2020 ولغاية العام 2023، نجد أنّها بلغت 3997%.
إضافة إلى ذلك، تراوح ارتفاع أسعار الخضار والمواد التي تدخل في مكوّنات طبق الفتّوش بين شهري رمضان 2022 -2023، بين 54.8% ارتفاعا للملح، و100% للبندورة والخيار، و600% لزيت الزيتون، وصولاً إلى 1,150% للبصل.
أما بالنسبة للحوم، فقد تراجع الطلب حتما عنها مقارنة بالعام الماضي، كذلك الأمر بالنسبة للدجاج.
ولا يخلو الأمر من ضرورة إمداد جسم الصائم بالطاقة بعد الإفطار عبر الحلويات، لا سيما الرمضانية منها، التي تتسابق أصنافها فيما بينها أيّها أغلى من الأخرى. فلك أن تتخيل عزيزي المواطن أن القطعة الواحدة من "الكلاّج" يتراوح سعرها بين 85 و120 ألف ليرة، أي إذا أردت أن تأتي بـ"دزينة" إلى بيتك عليك دفع المليون "انت وعم تضحك".
رغم أن شهر رمضان ما يزال في بداياته، إلا أن الصائمين يحملون هم ارتفاع سعر صرف الدولار، لأنه في حال واصل صعوده خلال هذا الشهر سيشل قدرتهم المشلولة أصلاً...