حسين صالح
بعد اللقاء الخماسي الذي عُقد في العاصمة الفرنسية للبحث في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، والذي لم يفض الى أي نتائج ملموسة ولا حتى ببيان ختامي، يتردد اليوم في الاجواء بعد إعلان الثنائي الشيعي ترشيحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، أن لقاءً خماسياً جديداً يُطبخ على نار هادئة، لكن ما يختلف هذه المرة هو المكان والمستوى، إذ يُقال أن الاجتماع المقبل سينعقد في الرياض على مستوى وزراء الخارجية للدول الخمس.
وتعليقا على ذلك، قال الباحث في القانون وسلوكيات الحوكمة الاستراتيجية د. محي الدين شحيمي لموقع LebanonOn أن "انعقاد جولة جديدة من اللقاء الخماسي في السعودية كلام جرائد وإعلام محلي لبناني، وليس له أي علاقة بالحقيقة والمجريات الحقيقية لسير الأمور".
وأضاف: "اللقاء ليس الأول ولن يكون الأخير، وكل يوم هنالك اتصالات وتواصل بين أعضاء ومندوبي الدول الأساسية، وممكن أن ينعقد مجدداً، ومن الممكن أن لا ينعقد كذلك".
ولفت شحيمي إلى أن "اللقاء الخماسي لم يدخل بلعبة الأسماء، ولم يضع فيتو على أحد، واللقاء وضع معايير وبروفايل فقط، لذلك لم يؤثر على الاستحقاق الرئاسي، والتأثير هو ليس أكثر من ثرثرة لبنانية".
وشدد شحيمي على "ضرورة الاتفاق على شخصية بحسب البروفايل الاتفاقي"، لافتاً إلى أنه "إذا لم يتعامل لبنان بجد مع استحقاقه، ولم يفِ ايضاً بالتزاماته التي وضعها من مؤتمر "سيدر" على نفسه، وإذا لم ينتج استحقاقه بصيغة البيان الثلاثي، لن يتغير شيء مطلقاً وسيبقى لبنان عازفاً على الهواء من دون أي ايجابية".
واستطرد شحيمي أن "السعودية لن تتدخل بالاستحقاق الرئاسي، فهذا شأن داخلي لبناني، وهي حريصة على سيادة البلاد، ومع لبنان الدولة المستقلة والصديقة والمحترم للقوانين الدولية، والمطبق للمواثيق الأممية والعربية، ولا تريد منه إلا أن يكون جزءاً من المنظومة العربية وتسعى لذلك، أما أي أمر آخر فهي لا علاقة لها به وهو شأن لبناني صرف".
وعن السؤال حول إمكانية تحوّل اللقاء الخماسي إلى سداسي بانضمام إيران، أجاب شحيمي أنه من ممكن أن يصبح اثني عشرياً كذلك، ليس فقط مع طهران". وتابع: "إيران كانت وكأنها موجودة بالوجود القطري إذ تنتهج معها دور اللقاء والوساطة".
داخلياً، لم يغير إعلان "الثنائي" ترشيحه فرنجية شيئاً، انما من المتوقع أن يسرّع وتيرة المشاورات بين الأفرقاء السياسيين. أما مسيحياً، فرغم التقارب الحاصل في الآونة الأخيرة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب حول عدة مواضيع، إلا أن الهدف مختلف والملف الرئاسي لا يحمل شيئاً مشتركاً سوى معارضتهم وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة، بينما رئيس "التيار" على ما يبدو لا يمانع وصول مرشح من فريق 8 آذار "بالتراضي". بالمختصر "حتى الآن بدر بعبدا لم يكتمل بعد".
فالتخوّف في الوضع الراهن من زيادة وتيرة الاشتباك السياسي حول الاستحقاق، إذ يلعب "التيار" دور "بيضة القبان"، فيما "القوات" و"الكتائب" يجاهرون بتعطيل النصاب – في حال دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية – لعدم إيصال مرشح محور "الممانعة" إلى الكرسي. أما النواب السنّة، فبين "هنا وهناك"... و"ليشتعل الشارع بغضب الشعب".
ينادي المسؤولون اللبنانيون بـ "لبننة" الاستحقاق، لطالما سمعنا هذه النداءات، فليتفضّل "الوطنيون" بانتخاب رئيس للجمهورية وانتشال "بلادهم" من الرمال المتحركة، وليترجموا شعاراتهم على أرض الواقع من دون عناد سياسي وبعيداً عن مصالحهم السياسية ولو لمرة واحدة.