مارون ناصيف
عندما إنتخب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب وللمرة السابعة على التوالي في 31 أيار 2022، حشد ثنائي حزب الله وحركة أمل كل ما لديه من أصوات وحلفاء وأصدقاء وحَسَبَ بوانتاجاته على الصوت الواحد لإيصال "أبو مصطفى" بـ65 صوتاً من الدورة الأولى، ونَجَحَ بالمهمة.
ما نجح به الثنائي في أيار مع نبيه بري، لا يمكن أن ينجح به اليوم لإيصال رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية. أولاً لأن إنتخابات رئاسة الجمهورية تختلف تماماً في الحسابات الداخلية والخارجية عن إنتخابات رئاسة مجلس النواب، وثانياً لأن سليمان فرنجية ليس نبيه بري ولن يكون في يوم من الأيام.
عندما نال بري 65 صوتاً، إنطلق الثنائي بـ 49 صوتاً من كتلتي الوفاء للمقاومة(15 صوتاً) والتحرير والتنمية(15 صوتاً) وبـ8 أصوات من كتلة اللقاء الديمقراطي إضافة الى أصوات كتل المرده (3 أصوات من دون ويليام طوق) والطاشناق(3 أصوات) والأحباش(صوتان) وأصوات كل من جهاد الصمد وحسن مراد وفراس السلوم. هذه الأصوات الـ49 أضاف اليها الثنائي بعلاقاته وإتصالاته 16 صوتاً توزعت على الشكل التالي: محمد يحيى وفريد البستاني والياس بو صعب وميشال ضاهر وعبد الكريم كباره ووليد البعريني ومحمد سليمان وأحمد رستم وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد وبلال الحشيمي ونبيل بدر وسجيع عطيه وملحم خلف وغسان سكاف وجان طالوزيان.
بين هذه الأصوات هناك عدد كبير من النواب الذين إنتخبوا بري، لا يمكن أن يعطوا أصواتهم لفرنجية ما يجعل الأخير غير قادر على الوصول الى عتبة الـ65 صوتاً هذا إذا إفترضنا أن نصاب الجلسة المحدد بـ86 نائباً من أصل 128 بقي مؤمناً داخل القاعة ولم يعمد أي فريق الى تطييره كما وعد الأفرقاء المعارضون لفرنجية وهم كثر.
أول الرافضين لوصول فرنجية هي كتلة اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب تيمور جنبلاط وتضم 8 نواب. النائب بلال الحشيمي لا يمكن أن يصوت لفرنجية وقد عبّر عن موقفه علناً، كذلك قد يخسر فرنجية من أصوات بري الأكثرية الساحقة من أصوات النواب السُنة الثمانية الذين كانوا يدورون بفلك تيار المستقبل وقد عبر البعض منهم عن هذا الموقف علناً كالنائب نبيل بدر خصوصاً بعدما قال السفير السعودي وليد البخاري كلمته في بكركي وغيرها، رافضاً وصول رئيس تيار المرده الى قصر بعبدا. يضاف الى هذه الخسارات خسارة فرنجية لصوت النائب ملحم خلف صديق بري الذي لا يصوت لفرنجية. كل ذلك من دون أن يُعرف بعد مدى تأثير الموقف السعودي الرافض لفرنجية على تصويت النائب كريم كباره المقرب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعلى تصويت النائب غسان سكاف المقرب من جنبلاط والذي أعطى صوته لبري أيضاً. كذلك لن يكون مضموناً تصويت نواب الطاشناق لفرنجية في ظل المعارضة المسيحية الواسعة له.
إذاً في المحصلة، خسارة فرنجية من الأصوات التي حصل عليها بري قد تصل الى حوالى عشرين صوتاً وأكثر من أصل 65 الأمر الذي يجعل سقف الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها فرنجيه في أي جلسة قد يدعو اليها بري، 45 صوتاً فقط وهو رقم بعيد جداً عن الأكثرية المطلقة (65 صوتاً) المطلوبة للفوز في الدورة الثانية كل ذلك نعود ونكرر إذا بقي النصاب مؤمّناً داخل القاعة.