مارون ناصيف
يعقد قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي جلسة قبل ظهر اليوم للإستماع الى الموقوفين في ملف فساد النافعة الذي سبق للمحامية العامة الإستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب أن فتحته على مصراعيه منذ عدة أشهر.
جلسة يصفها المتابعون بأنها في غاية الأهمية وذلك لأسباب عدة:
السبب الأول أنها ستجري حضورياً لا إفتراضياً أي بمعنى آخر أن القاضي الدغيدي سيستمع مباشرة الى إفادات الموقوفين في الملف وعلى رأسهم رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم ورئيس مصلحة تسجيل السيارات أيمن عبد الغفور إضافة الى معقبي المعاملات والموظفين الذين سبق أن إعترفوا للقاضية الخطيب ولمحققي شعبة المعلومات بإرتكابهم جرائم دفع الرشاوى أو تقاضيها وبيع صكوك البيع وتزويرها وغيرها.
السبب الثاني الذي يجعل من الجلسة في غاية الأهمية مردّه الى المعلومات التي حصل عليها موقعنا عن أن القاضي الدغيدي وجّه الدعوة الى النيابة العامة الإستئنافية لحضور الجلسة ما يعني أن القاضية الخطيب ستحضرها وستواجه الموقوفين بإعترافاتهم التي أدلوا بها أمامها الأمر الذي سيجعلهم غير قادرين عن العودة بسهولة عن إفاداتهم، والأنظار هنا ستتجه نحو سلوم أكثر من غيرها لأن إستجوابها حصل من قبل الخطيب شخصياً ومن دون وجود أي كاتب أو محقق من شعبة المعلومات داخل غرفة التحقيق. وفي هذا السياق علم موقعنا من مصادر قانونية أن محامي الدفاع عن معقب المعاملات الموقوف ناجي برهوم توجه الى قصر العدل في بعبدا منذ يومين وتقدم بطلب رد القاضية الخطيب كل ذلك بهدف منعها من حضور جلسة الإستجواب المقررة اليوم لدى القاضي الدغيدي، غير أن عدم وجود الخطيب في مكتبها الأربعاء، أدى الى عدم تمكنه من إبلاغها الأمر الذي سيسمح لها بحضور الجلسة وكأن طلب الرد هذا لم يكن.
داخل قصر عدل بعبدا، ترددت معلومات في الأيام القليلة الماضية بين عدد من المحامين، عن إحتمال لجوء فريق الدفاع عن سلوم الى إفتعال إشكال خلال جلسة اليوم مع القاضي الدغيدي، وذلك بهدف خلق خصومة معه وتقديم طلب رد بحقه كل ذلك كي يُنقل الملف الى قاضي التحقيق حنا بريدي، ليس لأن القاضي بريدي غير نزيه أو متواطئ مع سلوم بل لإحتمال تعاطفه معها كونه من بلدة القبيات العكارية أي بلدة زوج سلوم والنائب السابق هادي حبيش المعروف بتغطيته لسلوم منذ إشكاله الشهير في العام 2019 مع النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون والتي كانت أول من فتح ملف فساد النافعة وأوقفت سلوم قبل أن تخرج من السجن وتعود الى منصبها في النافعة.
إذاً جلسة اليوم هي جلسة في غاية الأهمية، وعليها تراهن القاضية الخطيب لتثبيت تحقيقاتها أكثر فأكثر لناحية تأكيد إرتكاب الموقوفين للجرائم المسندة اليهم، بينما يراهن محامو الدفاع عن الموقوفين على نسف هذه التحقيقات لتبرئة موكليهم.