مارون ناصيف - LebanonOn
بعد صدور البيان الأخير عن مجلس القضاء الأعلى والذي طلب فيه من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي العودة عن قراراتهما المتعلقة بمنع قوى الأمن الداخلي والأمن العام من تنفيذ أي إشارة قضائية صادرة عن المدعي العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون وذلك في ملف المصارف التي تلاحقها عون بتهمة تبييض الأموال، حاول البعض ولغاية في نفس يعقوب مكشوفة الأهداف والخلفيات، التشويش على بيان مجلس القضاء مخترعاً رواية أن المجلس لم يجتمع كي يصدر بيانه الشهير ولم يكن النصاب مؤمناً إذ غاب المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات عن الإجتماع وترك القاضي داني شبلي الجلسة إضافة الى خبريات و"لقلقات" من نسج خيال أصحابها.
نعم هي "لقلقات" من نسج خيال أصحابها أولاً لأن النصاب كان مؤمناً بحضور ستة أعضاء من أصل سبعة، وثانياً لأن مجلس القضاء الأعلى ليس بحاجة الى الإجتماع بنصاب قانوني والى فتح محضر كي يصدر بياناً يتطرق فيه الى قضية ما كيف إذا كانت هذه القضية مرتبطة بالتعدي على مبدأ فصل السلطات وعلى صلاحيات السلطة القضائية. ثالثاً لأن المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات غاب عن الإجتماع لكنه في الوقت عينه كان موافقاً على البيان الذي ينوي المجلس إصداره وهذا ما أبلغه الرئيس سهيل عبود للأعضاء الحاضرين في بداية الإجتماع.
رابعاً ما قيل ليس أكثر من "لقلقات" من نسج خيال أصحابها لأن القاضي داني شبلي ترك الإجتماع بسبب إرتباطه بموعد طبي مسبق لكنه في الوقت عينه وافق على البيان الذي سيصدر. خامساً لأن القاضي عفيف الحكيم الذي كان متردداً في بداية الإجتماع لناحية إصدار بيان، عاد ووافق على مضمون البيان الذي صدر. سادساً، ما قيل ليس أكثر من "لقلقات" لأن العضو الوحيد الذي طلب التريث قبل إصدار بيان ولم يكن موافقاً عليه هو القاضي حبيب مزهر.
إذاً سهيل عبود وغسان عويدات وداني شبلي وميراي حداد وعفيف الحكيم والياس ريشا وافقوا على البيان الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى بالأمس ومن إعترض عليه فقط هو القاضي حبيب مزهر ما يعني أن البيان صدر بأكثرية ساحقة ولا لبس حول تبنّيه من قبل أعضاء مجلس القضاء الأعلى، ومن حاول أيضاً التسويق لكذبة إن الجلسة لم تُستكمل بل "فرطت" يجب أن يعرف وهو يعرف أصلاً لكنه يفتري، أن جلسة الأمس كما أكثرية جلسات المجلس تُستكمل إفتراضياً عندما يتم إطفاء المولد الكهربائي الذي يغذي قصر العدل في بيروت مساء وهذا ما حصل بالأمس عندما حان وقت إطفاء المولّد وبات من الصعب إستكمال الإجتماع حضورياً في ظل العتمة.
ترك القضاة العدلية وتابعوا إجتماعهم لاحقاً إفتراضياً عبر مجموعتهم الخاصة على تطبيق واتساب ومن ثم أصدر الرئيس عبود البيان.