محمد عبد الرحمن - LebanonOn
بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، يوم الإثنين، سلطنة عمان، وهي الزيارة الأولى له منذ اندلاع الازمة السورية عام 2011، وما تم تناوله خلال المحادثات بين الطرفين عن العلاقات الثنائية بين البلدين، ومجالات التعاون، أكّد سلطان عمان هيثم بن طارق أنّ "سوريا دولة عربية شقيقة، ونحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي".
زيارة الأسد هذه التي حملت طابعا مهمّا في توقيتها، من المتوقع ان يعقبها زيارة اخرى الى دولة الامارات. وقد بات المراقبون يشيرون الى حتمية عودة سوريا الى جامعة الدول العربية خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الذي أكّد مؤخرا ألّا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما" حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.
وفي قراءة عامة لزيارة الاسد الى السلطنة، اعتبر الكاتب السياسي قاسم قصير في حديث لموقع Lebanonon، ان "هذه الزيارة جزء من الانفتاح العربي على سوريا الذي بدأ منذ فترة، وجاءت كارثة الزلزال التي عززت هذا المناخ، وفي هذا السياق اتى ايضا تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود. وتابع قصير: "هناك مناخ عربي جديد لاعادة التواصل مع سوريا واعادتها الى جامعة الدول العربية، وهذه اللحظة باتت قريبة".
وفي هذا السياق، قال قصير: "ان الكلام عن عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، يتم التداول به منذ عدة أشهر وبات قائما وبانتظار التقارب السوري السعودي"، مشيراً الى انه كان من الممكن ان تكون سوريا حاضرة في القمة العربية في الجزائر لولا رفض السعودية وقطر حينها، ولكن الأمر طرح مجدداً على طاولة البحث وخصوصاً بعد الزلزال الذي اثبت حاجة سوريا للحضن العربي والتكاتف العربي حولها".
وعن امكانية زيارة الاسد الى الرياض، لفت قصير الى أن "التواصل السوري قائم بين الامارات وسلطنة عمان ولم ينقطع، اما الحديث عن زيارة الاسد للسعودية فلا يزال مبكرا بانتظار شخصية سورية تحط في السعودية او العكس وستمهد هذه الحركة لزيارة الاسد الى الرياض، ولكن جميع المؤشرات ايجابية في هذه الفترة، الا انها لم تصل بعد الى المستوى الكامل والنهائي".
ورأى قصير ان "تعزيز العلاقات السعودية السورية من جديد سيؤثر على تعزيز الدور السوري في لبنان، بخاصة في فترة الشغور الرئاسي وربما في مساعدة حلفاء سوريا في لبنان ومنهم سليمان فرنجية للوصول الى سدة الرئاسة"، معتبرا انّ "عودة السوري الى لبنان من جديد، ستقطع على معارضي النظام السوري الطريق امام منع وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة في ظلّ تقارب سعودي سوري".
وأما في الحديث عن امتعاض سوري من وصول سليمان فرنجية، فأكد قصير أن "التواصل بين فرنجية والاسد قائم ولم ينقطع وعلاقتهما ثابتة منذ أكثر من عشرين سنة وتواصلهما مستمر ودائم سواء كان على صعيد الصداقة الشخصية ام في السياسة".
وأخيراً، بعد حرب دامت 12 عاماً، وبعد خلافات سياسية عربية محتدمة، باتت ملامح عودة سوريا للحضن العربي تتضّح أكثر مع مرور الوقت، ولكن كيف سيكون مستقبل المنطقة العربية مع هذه التطورات الجديدة في سياسة شرق الأوسط؟ وكيف ستكون طبيعة العلاقات السورية اللبنانية بعد التقارب العربي السوري ولا سيّما التقارب الخليجي السوري؟