تريزا فخري - LebanonOn

لا يمكن وصف المشهد العالمي اليوم سوى بالمتخبّط، في ظل التصعيدات بالسلاح النووي والازمات الاقتصادية التي تعصف داخل الدول الكبرى عاجزةً عن ايجاد الحلول لها. وتتصدّر قائمة هذه الدول اسرائيل التي تتآكل من الداخل، و"ربيبتها" الولايات المتحدة التي ورّطت نفسها كعادتها داخل صراعات كبرى، قد تنعكس سيّئاتها عليها، مع نجاحها باشعال فتيل الحرب بين روسيا واوكرانيا، وبحثها الدائم على زكزكة التنين الصيني، اضافةً الى حربها المفتوحة مع ايران، ومع الصراع القائم بينها وبين الدول الثلاث حول الملف النووي ما قد يؤدي الى تصعيد على ثلاث جبهات. كي تبرز الأسئلة والطروحات حول مدى إمكانية إنشاء تحالف ثلاثي روسي صيني إيراني قادر على مواجهة الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي امين قمورية ان هناك تعاوناً واضحاً بين موسكو وبكين وطهران، يمكن ترجمته من خلال الاجتماعات الصينية – الايرانية، كما ان اميركا تواجه مشكلة مع ايران بسبب تزويدها روسيا بالمسيّرات، ما هو احد الدوافع من اجل تحالف هذه الدول الثلاث سوياً في وجه واشنطن.
انما يعتبر قمورية في حديث لموقع LebanonOn انه من المبكر الحديث عن حلف ثلاثي، والتعبير الصحيح هو تعاون وتوافق بين هذه الدول، كونها تملك مشاكل مع واشنطن.
الا ان زيادة الضغط الاميركي على هذه الدول بحسب قمورية قد يقف عائقاً في وجه انشاء هكذا حلف، الى جانب التطورات في اوكرانيا والتطورات بين اسرائيل واميركا وايران والضغط الاميركي على الصين التي باتت تتخوّف وتحسب الف حساب قبل انضمامها الى اي حلف.
ويؤكّد قموريّة ان التقارب الصيني – الايراني – الروسي له تأثير قائم على الداخل اللبناني كون حزب الله يعتبر نفسه حليفا للقوى الثلاثة، وتشكيل هكذا حلف سيبدّل النقاش السياسي في لبنان.
ويشرح قمورية عن وضع حزب الله اليوم في لبنان ويقول ان قيام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله برفع السقف عالياً بوجه الولايات المتحدة وتهديدها بالحرب متكّئاً طبعاً على تحالفه مع ايران في خلال القائه خطابه الأخير يعود الى مواجهته مشكلة داخليّة أدّت الى "زركه" بعدما استشعر بأنه يتمّ سحب البساط من تحت قدميه، مع قيام بعض الجهات بدفع البلد نحو انهيار كبير من أجل تحميله مسؤوليته، اذ ان تحذيرات نصرالله كانت للقوى السياسية في الداخل قبل الخارج.
وفي وقت يعاني فيه الكيان الاسرائيلي من ضياع ومن أزمات داخلية أخطر من أي وقت مضى، حيث تقف مكبّلة الأيدي امام حكومتها التي وصفها قمّورية "بالمجنونة"، نجح نصرالله بتوجيه رسائله لها ولواشنطن قائلاً: "اذا بتلعبو معنا.. منلعب مع اسرائيل".