ميسا جبولي
هزّ زلزال الشرق المتوسط الذي ضرب تركيا والشمال السوري وخلف آلاف القتلى، العالم بأجمعه.
هز ضمائر من غاب عنهم الضمير وكسر قانون قيصر، وبعد أيام من المناشدات هبت المساعادات لإنقاذ أرواح تستغيث تحت الردم.
أما لبنان، رغم ما يواجهه من أزمات قام بإرسال "على ما قدر له الله" من مساعدات إلى الشقيقة سوريا. ودعا عدد من السياسيين المعارضين لهذه الدولة إلى دعمها ومساعدة أبنائها، وبذلك، أثبت معظم اللبنانيين إنسانيتهم في التضامن مع الشقيقة سوريا.
ولكن اليوم، وبعد هذا الزلزال المدمر، فاللبنانيين والسوريين معاً أمام أزمة جديدة.
فلا لبنان قادر على مواجهة أزمة نزوح سورية جديدة، ولا السوريون قادرون على العودة إلى بلادهم بعد خطة الحكومة اللبنانية بالتعاون مع سوريا على إعادتهم بالوقت الحالي، فإذا كان بامكانهم العودة سابقاً، اليوم بعدما دمر الزلزال ما تركته الحرب... ربما، انقطع الأمل.
فهل سنواجه أزمة نزوح سورية جديدة بعد الزلزال؟ أين أصبحت خطة الحكومة لإعادتهم إلى بلادهم؟ وهل سيؤثر الزلزال على هذه الخطة؟
في هذا السياق، أكد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين في حديث مع موقع "lebanonOn"أن خطة عودة النازحين مستمرة بدعم وموافقة الأمم المتحدة المصرة على التريث بإعادتهم إلى بلادهم، وحتى بمنعهم من العودة الى لبنان.
أما إذا كنا سنشهد موجة جديدة للنازحين السوريين إلى لبنان بسبب الزلزال، أكد شرف الدين، أن ذلك لن يحصل أبداً، لأن الدولة اللبنانية أصبحت متشددة في هذا الموضوع، بالإضافة إلى أن النزوح يحصل في الداخل، خاصة أن متضرري الزلزال هم في الشمال السوري غير الخاضعة للدولة.
وأضاف: "نتخوف من أن تصبح مراكز الإيواء التي عددها نحو 480 مركزا لاستيعاب 180 ألف عائلة أن يتم تشغيلها لمن تشرد جراء الزلزال، لأنهم خسروا منازلهم وهم بحاجة إلى أماكن سكن". وهذا ما يعني أن خطة العودة سوف تواجه عرقلات.
وتابع شرف الدين متخوفاً من استغلال بعض الجهات ولأسباب سياسية هذا الظرف، وإعادة عرقلة ملف عودة النازحين السوريين من جديد، مذكراً بأنه سبق وقامت جهات سياسية معروفة سابقاً بالعرقلة، وذلك من خلال ضغط مفوضية اللاجئين على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
كما ذكّر شرف الدين، أن الأمم المتحدة سبق وأصدرت بيانات أعلنت فيها تخفيف المساعدات للاجئين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن الحكومة ستجتمع مع الرئيس الجديد للمفوضية في 22 من الشهر الجاري للبحث بمستجدات الخطة خاصة بعد ما واجهته سوريا اليوم جراء الزلزال.
سوريا، التي عاشت ويلات الحرب والتهجير والفقر، لا تزال تعاني، ولا يزال أبناؤها يعانون من فقدان أدنى مقومات العيش الكريم، لتأتي الكوارث الطبيعية اليوم وتقضي على ما تبقى، في وقت، جارتها اللبنانية تنهار ليرتها، الدولار نحو المئة ألف، والشعب اللبناني يعيش "من قلة الموت"، ولا يزال زعماء الأمة يتناتشون الحصص على حساب من نجا؛ على أمل أن لا يتم استغلال هذه الكارثة مجدداً، ويرأفوا باللبنانيين والسوريين معاً.