محمد عبدالرحمن-LebanonOn
أمضى النائبان ملحم خلف ونجاة عون ليلتهما معتصمين في القاعة العامة لمجلس النواب، في خطوة غير مسبوقة، مطالبين بعقد البرلمان لجلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية في بلد غارق في أزمة اقتصادية متمادية وشلل سياسي.
وتأتي هذه الخطوة كنوع من الانتفاضة من قبل نواب التغيير ضد السياسة الذي يتبعها نواب السلطة في جلسات انتخاب رئيس للجمهورية.
ولكن ما كان لافتاً هو التعليقات السلبية التي طالت النائبين بسبب منامتهما سوياً في المجلس وحدهما، والسبب الوحيد في ذلك بعيداً من السياسة: ملحم خلف رجل ونجاة عون صليبا امرأة. كميّة من الذكورية في التعليقات تكاد تثير الغثيان، حيث ان عددا كبيرا من المعلقين نسي الدافع الاساسي وراء اعتصام النائبين في البرلمان اللبناني، ونسي ان الدولة تعاني شللاً كبيراً في مؤسساتها من دون رئيس وفي وسط أزمة اقتصادية هي من الاسوأ عالمياً.
نسي هؤلاء انه يكاد يكون من واجب النواب الدستوري المبيت في المجلس سيدات ورجالاً حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وأن عليهم الضغط سيدات ورجالاً لتشكيل حكومة اصلاحية تنتشل مواطني هذه البلاد من حيث هم من القعر والقاع الشبيهين بذكورية التعليقات.
قد تتفق مع النائبين في صوابية الخطوة وفائدتها او عدمهما، ولكن ان ينتقل الموضوع لبحث وتفحص "اخلاقهم السوية"، فذلك ضرب من الجهل والتجهيل لمن اوصل بنا الحال الى اضطرار نائبين للمبيت بالمجلس من اجل الرفع باتجاه اتمام ادنى الواجبات الدستورية وانتخاب رئيس.