تيريزا فخري - خاصّ موقع LebanonOn
لا يمكن وصف تحليلات ووعود ما قبل رأس السنة حول الاستحقاق الرئاسي سوى بالفارغة والمبنية على الأوهام، لأن جميعها كانت تعوّل على التوافق الخارجي وليس الداخلي، في وقت يحتاج فيه هذا الاستحقاق الى تفاهم محلّي. كما ان الدول الخارجية لم تخصص حتى الساعة اي اهتمام للبنان، بالرغم من ذكره في بعض البيانات، وفي الاجابة على بعض الأسئلة. ولكن قريبا ندخل في جولة رئاسية جديدة واعادة خلط للأوراق، ما يعني العودة الى نقطة الصفر...
وفي هذا السياق تكشف مصادر مطلعة على الحراك السياسي لـLebanonOn ان الدول الخارجية كالسعودية والولايات المتحدة وفرنسا، لا تتعاطى بالملف اللبناني ولم تفتحه حتّى على طاولاتها بجدية، بانتظار الاجتماع الرباعي الذي سيعقد في باريس والذي تعتبر المصادر انه لن يأتي بحلول ملموسة.
وعن الغياب الايراني عن هذا الاستحقاق تؤكّد المصادر ان طهران تعلم جيداً ان حليفها اللبناني حزب الله يتولّى هذا الملف ويتعاطى معه بالطريقة المناسبة، وتعتبر انه يعلم جيداً كيفية معالجة هذا الملف.
وترى المصادر ان هذا الاستحقاق لا زال معقّداً، في ظل انعدام التوافق والحوار في الداخل، وانه حتّى اللحظة لا معطيات ولا مبادرات جدية، ما ينذر بفترة فراغ رئاسي قد تتخطى الربيع.
واشارت المصادر الى ان بعض الشخصيات السياسية وبعض الكتل البرلمانية مصرة على تدويل الاستحقاق الرئاسي بحيث انها خلال زيارتها الى الخارج، تفاتح القيادات في الدول الكبرى في هذا الملف طالبة منها حلّا او اسم مرشّح، وكأنها تصرّ على ادخال يد الخارج في هذا الاستحقاق، ولكن غالباً ما يكون الجواب الذي تسمعه هذه الشخصيات والكتل، هو العودة لمناقشة الأمر في لبنان وبين القوى السياسية اللبنانية.
وتعتبر المصادر ان الاسماء الرئاسية التي كانت مطروحة بجدية ما قبل راس السنة، كاسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واسم قائد الجيش العماد جوزيف عون، بدأت تتلاشى، ولكن محافظةً على حظوظها في الوصول الى سدة الرئاسة، وان فرنجية لو كان له الحظوظ الكاملة بالوصول لكان حزب الله تبنّاه منذ اللحظة الاولى واعلن عنه، ولما اكتفى بذكره كمرشح طبيعي الى حين ان يأخذ قرار الانسحاب بنفسه.