مارون ناصيف
"يلي بيقول إنو حادثة العاقبية مُفتعلة ومُدبّرة يا بيكون عم بيكبّ كلام شمال يمين وما معو خبر شي من التحقيق أو بيكون قصدو يفتري ويعمل فتنة".
أهمية هذا الكلام تكمن في الشخصية التي تردده وتؤكده وتتمسّك به بناء على معطيات لا تكهنات أو تحاليل.
أهمية هذا الكلام الذي سمعه موقع LebanonOn أنه جاء على لسان مسؤول ليس في حزب الله ولا حتى من المقربين من الحزب، بل على لسان مسؤول أمني رفيع تسلّم التحقيق الذي أجراه الجهاز الأمني الذي يرأسه.
نعم هذا ما يؤكده مسؤول أمني رفيع خلال قراءته لما حصل في العاقبية منذ تسعة أيام بين مجموعة من الأهالي ودورية من الكتيبة الإيرلندية في قوات اليونيفيل.
المسؤول الأمني يؤكد أن سيارة اليونيفيل التي كانت في طريقها الى مطار بيروت برفقة سيارة أخرى من الكتيبة الإيرلندية، أخطأت الطريق وإنحرفت عن الأوتوستراد سالكةً الطريق الداخلية الأمر الذي أوصلها الى العاقبية حيث وصلت الى أمام مقهى تتجمهر أمامه مجموعة من الشبان كانت تتابع مباراة لمنتخب المغرب في كأس العالم، إعترض الأهالي طريق سيارة اليونيفيل وعندما حاول السائق الهرب صدمت سيارته شخصاً من الخلف فسقط أرضاً ومن باب الصدفة كان الشخص الذي أصيب رابط المنطقة في حزب الله، عندها ساد جو من الغضب والهرج والمرج وحصل ما حصل بين مجموعة الشبان وسيارة اليونيفيل.
بحسب المسؤول الأمني، "لو لم يفتح أحد الشبان الغاضبين صندوق السيارة خلال الإشكال لما اصيب جندي اليونيفيل الذي قتل برأسه خلال إطلاق النار لأن السيارة مصفّحة وحتى زجاجها ضد الرصاص".
بالنسبة الى الموقوفين الذين تسلمهم الجيش اللبناني بعد إستماعه الى عدد من الشهود والى الجرحى من جنود الكتيبة الإيرلندية، يؤكد المسؤول الأمني الرفيع أن "عددهم قد وصل الى عشرة وقد يرتفع أكثر، وأن أكثريتهم من المحسوبين على حركة أمل لا على حزب الله، ومن بلدة الصرفند تحديداً"، ويضيف " هناك أكثر من شخص أطلقوا النار خلال الإشكال، ومن أطلق النار على السيارة مباشرة، هو من المحسوبين على حركة أمل لا على حزب الله، ولكن هذا لا يعني أبداً أن إطلاق النار حصل بأمر من قيادة الحركة أم الحزب، ولكن في الوقت عينه، وحتى لو أن إطلاق النار حصل بقرار غير حزبي أو قيادي، فهذا لا يعني أن هناك ما يبرره على الإطلاق".
إذاً حادثة العاقبية غير مدبّرة، وقد حصلت بالصدفة. هذا ما توصلت اليه التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وهذا ما ورد أيضاً في تحقيق شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي.
من له أذنان سامعتان من المحرضين وهواة الفتنة فليسمع وليُقدّر خطورة اللعب بفتنة كهذه خصوصاً في بلد لا يحتمل المزيد من الخضات.