مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn
صحيح أن مشاركة وزير الصناعة جورج بوشيكيان في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة كانت بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير مع قيادة حزب الطاشناق التي كانت قد أعلنت موقفها بمقاطعة الجلسة، لكن الأصح وبحسب مصادر الحزب الأرمني الأكثر تمثيلاً في طائفته، هو أن قيادة الطاشناق قطعت ورقة بوشيكيان وقررت فصله من الكتلة النيابية وطي صفحة العلاقة معه، ليس بسبب مشاركته بالجلسة فقط بل بسبب الكذب الذي مارسه معها وتحديداً مع الأمين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان وعلى مدى أيام وأيام قبل الجلسة وصولاً الى موعد إنعقادها.
الكذب ثم الكذب ثم الكذب، هو الأسلوب الذي إعتمده بوشيكيان مع بقرادونيان منذ التواصل الأول بينهما حيال المشاركة بجلسة مجلس الوزراء. وفي هذا السياق تقول مصادر الطاشناق إن التطورات اللاحقة أثبتت وبما لا يقبل الشك بأن بوشيكيان كذب على بقرادونيان في اللقاء الأول بينهما والذي عقد يوم الجمعة الفائت، ولم يكن صريحاً وحاسماً لناحية حضوره الجلسة، كذلك عاد بوشيكيان وكذب على بقرادونيان ثانية يوم الأحد عندما وقّع البيان الذي صدر عن الوزراء التسعة للإعلان عن مقاطعتهم الجلسة، أما الكذبة الأكبر والأبشع بحسب مصادر الطاشناق، فتوّجها بوشيكيان صباح الإثنين، وتحديداً عندما أبلغ بقرادونيان هاتفياً أنه التزم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بحضور الجلسة. خلال الإتصال المذكور، كان بوشيكيان قد توجه باكراً أي قبل أكثر من ساعتين من موعد الجلسة المقررة عند الحادية عشرة، الى السرايا وعندما أبلغ بقرادونيان قراره بالمشاركة، حصل ذلك وهو ينتظر في مكتب الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، ما يعني أنه توجه الى السرايا وحسم أمره وبعدها أبلغ قيادة الطاشناق كل ذلك من دون أن يكشف لبقرادونيان أنه أصبح داخل السرايا.
ايضاً وايضاً من ضمن مسلسل الكذب الذي مارسه بوشيكيان على قيادة الطاشناق قوله في الإتصال الأخير مع بقرادونيان صباح الإثنين "قررت المشاركة في الجلسة ولدي مبادرة أريد أن أطرحها".
الجلسة عقدت تقول مصادر الطاشناق وإنتهت وسربت مداولاتها الى وسائل الإعلام، ولم يأت أي تقرير صحافي أو تلفزيوني على ذكر معلومة مفادها أن بوشيكيان عرض على رئيس حكومة تصريف الأعمال مبادرة حل للأزمة الحكومية الأمر الذي يؤكد وبما لا يقبل الشك أن ما قاله بوشيكيان لبقرادونيان لم يكن إلا مجرد كذبة لتبرير مشاركته في الجلسة علماً أن بقرادونيان أجابه عند سماعه كذبته هذه بالقول "ومن كلفك أصلاً بتقديم مبادرة بإسم الحزب ؟"
إذاً الكذب الذي إعتمده بوشيكيان هو الذي أثار حفيظة قيادة الطاشناق ودفعها الى إتخاذ قرار حاسم بطي صفحة العلاقة معه الى غير رجعة. حكومة تصريف الاعمال الحالية "مرحلة وبتمرق" بالنسبة الى الحزب الأرمني أما المقعد الأرمني في زحله فباقٍ لكن الأكيد الأكيد هو أن بوشيكيان لن يشغله ثانية وكذلك بالنسبة الى المقعد الأرمني على طاولة مجلس الوزراء.