العيون شاخصةٌ إلى الفاتيكان لتلمّس أيّ إشارة ممكنة في ما خصّ الملفّ الرئاسي ولمعرفة ما إذا كان الدخان الأبيض سيخرج منه على هامش زيارةٍ سينودوسية يقوم به البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للفاتكيان. فما هي أجواء الفاتيكان وما هي طبيعة هذه الزيارة؟ وما هي أصداء البابا حيال الملف الرئاسي؟ وهل له مرشح مفضّل لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟ هل الموقع المسيحي الرئاسي بخطر؟ وهل ممكن أن يزور البابا لبنان بخاصّة أن له زيارة للسودان؟

عن هذه الأسئلة وأكثر سألنا مندوب الوكالة الوطنية للإعلام في الفاتيكان طلال خريس.

وفي حديثٍ لموقع LebanonOn أشار إلى أنّ "زيارة البطريرك الراعي للفاتيكان تأخذ طابعا عمليا دينيا بحتا ولا تتعلق بالرئاسة".

وأضاف: "البطريرك الراعي دائمًا ما يخطر البابا فرنسيس بشأن لبنان لاسيما في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي".

هذا ونبّه إلى أنّ "للفاتيكان موقف واضح وصريح لم يفهمه اللبنانيون بعد، فالفاتيكان ليس صندوق رسائل والبابا لن يأتي إلى لبنان لتغطية "الزعرنات" التي تحصل في لبنان منها انفجار المرفأ وتعطيل المؤسسات والبابا لن يقابل أيًّا من المسؤولين اللبنانيين قبل إتمام الإصلاحات اللازمة وإنجاز التحقيق في انفجار المرفأ".

وأوضح خريس أنه "البابا فرنسيس لا يستطيع ولا بأي شكلٍ من الاشكال في ظلّ جوّ من التلاعب بالمؤسسات وتعطيلها وتعطيل العدالة المجيء إلى لبنان. ".

هذا ولفت إلى أنّه "صحيح أنّ الوضع الصحي للبابا سيّء نوعًا ما إلا أنه قادر على الرغم من ذلك على السفر والدليل أنّ له زيارةً مقبلة إلى السودان".

كما وشدد على أنّ "البطريرك الراعي يهمه أن لا يبقى موقع الرئاسة شاغرًا كما يهمه أن لا يعيش اللبنانيون ما عاشوه في خلال السنوات الستّ الأخيرة فيهمه أن يكون هنالك رئيس ماروني قوي ويملك القرار وطبعًا هو لم يعط بعد موقفًا واضحًا حيال الموضوع كذلك الأمر بالنسبة للفاتيكان. ما يطلبه الفاتيكان هو أن يتوافق اللبنانيون على رئيس يحفظ سيادة لبنان ويخفف على الناس أعباءهم منها إعادة أموال المودعين.

وقال: الفاتيكان يعلم بالتفصيل ما يحدث في لبنان، واكثر سفارة نشيطة في لبنان هي السفارة الفاتيكانية والفاتيكان له مؤسسات عديدة تعمل في لبنان وترفع تقارير عنه".

وأشار خريس إلى أنّ "البابا قلق على وجود لبنان ككيان، فهو ما عاد يتكلم عن الوجود المسيحي فيه بل عن انهيار كيان كامل كان نموذج تعايش“.
وأضاف: ”المسيحيون لهم الدور الكبير في الحوار الإسلامي-المسيحي والبابا فرنسيس يهمه لبنان بأكمله ويهمه أن يلعب المسيحيون دورًا كبيرًا في لبنان. ولا يمكن اليوم لأي مسيحيين أن يلعبوا دورًا في لبنان سوى مسيحيي لبنان".

وختم: "لا يمكن للراعي ان يتحمل مسؤولية كبيرة ويحثّ البابا فرنسيس على زيارة لبنان، لأنّ هكذا زيارة سيستغلها الجميع كلٌّ بحسب مآربه السياسية".