مارون ناصيف - خاصّ موقع LebanonOn
مع بداية شهر كانون الأول المقبل من المفترض أن تبدأ حملة نزع التعديات عن شبكة مؤسسة كهرباء لبنان تنفيذاً للخطة التي وضعتها المؤسسة لاعادة التغذية الى ما بين 8 و10 ساعات يومياً، والتي وافق عليها مجلس الوزراء عندما أقر رفع التعرفة للكيلواط وذلك بعدما بقيت هذه التعرفة على حالها منذ العام 1994 وألحقت بالمؤسسة وبالخزينة العامة هدراً بمئات المليارات.
"حملة تزع التعديات هي أكثر من ضرورية وأساسية لنجاح الخطة" تقول مصادر مؤسسة كهرباء لبنان، "والهدف منها ليس الوصول الى صفر تعديات لأن ذلك هو من سابع المستحيلات ولأن التعديات على الشبكة الكهربائية موجودة في كل دول العالم، بل تخفيض نسبة هذه التعديات قدر الإمكان لرفع نسبة الإيرادات التي تجمعها المؤسسة من المشتركين والتي ستسمح لها بشراء كميات أكبر من الفيول أويل والغاز أويل لتشغيل معامل إنتاج الطاقة وزيادة ساعات التغذية الكهربائية".
هذه الحملة، وكي تتكلل بالنجاح، تتطلب مؤازرة وتعاوناً من وزارات الداخلية والدفاع والعدل لأن مؤسسة كهرباء لا تملك أجهزة أمنية خاصة بها يمكنها أن تلجأ اليها لنزع التعديات، خصوصاً أننا نتحدث عن مناطق أمنية حساسة كطرابلس وعكار والبقاع والضاحية والمخيمات الفلسطينية وغيرها وفيها الكمّ الأكبر من التعديات على شبكة مؤسسة كهرباء لبنان.
إصرار المؤسسة على نزع التعديات ينطلق من أمرين أساسين: أولهما العدالة في الجباية إذ لا يجوز أن تدفع مناطق الفواتير الكهربائية عن مناطق أخرى تتعدى على الشبكة وفي الوقت عينه تحصل المنطقة التي تدفع على تغذية كهربائية مماثلة لتلك التي تحصل المنطقة التي لا تدفع، أما الأمر الثاني فزيادة إيرادات المؤسسة المالية من الفواتير المحصّلة.
حملة نزع التعديات ستنطلق بعد حوالى شهر والخوق كل الخوف من عدم تعاون القوى الأمنية والسلطة القضائية لإنجاحها، فعلى سبيل المثال لا الحصر ماذا لو رفض جهاز أمني محسوب على طائفة معينة الدخول الى منطقة غالبية سكانها من الطائفة عينها؟ ألا يؤدي ذلك الى رفض مقابل لجهاز أمني آخر بالدخول الى منطقة أخرى محسوبة عليه؟ بالتأكيد سيحصل ذلك وإذا حصل ستدفن خطة زيادة ساعات التغذية الكهربائية.
وبحسب إحصاء مؤسسة كهرباء لبنان لعام 2019، تتوزع التعديات على الشبكة مناطقياً على الشكل التالي:
في البقاع نسبة الهدر الكهربائي، تصل الى 60% 45% منها تعديات مقابل 15% فقط هدر فني
في الشمال نسبة الهدر 57،7 % ومن بينها حوالى 40 % تعديات و17 % ناتجة عن الهدر الفني
الجنوب يأتي في المرتبة الثالثة على لائحة التعديات حيث تبلغ نسبتها 30% من الهدر مقابل 15% فقط من الهدر الفني.
نسبة التعديات على الشبكة تنخفص كثيراً في العاصمة بيروت، لتصل الى 4% فقط مقابل 5% هدر فني، بينما تسجل نسبة التعديات في جبل لبنان الشمالي أي كسروان جبيل والمتن حوالى 5% فقط مقابل 12% من الهدر الفني.
أما نسبة التعديات في جبل لبنان الجنوبي أي بعبدا والضاحية الجنوبية وعاليه والشوف فتسجل نسبة التعديات حوالى 15% مقابل 15% من الهدر الفني.
فهل تشكل هذه الحملة مفتاح النجاح لخطة مؤسسة كهرباء لبنان؟ الجواب بعد شهر من اليوم