مارون ناصيف - خاص LebanonOn
بعدما تأكد وعلى مدى أربع جلسات لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية أن تحقيق الخرق في الجدار الرئاسي هو أمر مستحيل في ظل تركيبة المجلس النيابي التي أفرزتها إنتخابات العام 2022، حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري قراره بالدعوة الى حوار بين الأفرقاء السياسيين علّ هذا الحوار ينجح بكسر المراوحة القائمة في جلسات الإنتخاب والتي تتمثل بالتصويت في الدورة الأولى من دون أن يتمكن أي مرشح من الحصول على ثلثي الأصوات للفوز، وبتطيير النصاب في الدورة الثانية من قبل نواب حزب الله وحركة أمل.
دعوة بري للحوار، هناك بين الكتل النيابية من هو متحمّس لها ككتلتي ثنائي حزب الله وحركة أمل، وهناك من قرر عدم مقاطعتها إنطلاقاً من تأييده لأي حوار سعياً وراء الحل كتكتل لبنان القوي، وهناك من هو غير متحمّس لها ككتلتي الجمهورية القوية والكتائب وما تبقى من نواب كتلة التغيير إنطلاقاً من القناعة الراسخة لدى هؤلاء بأن أي حوار من هذا النوع لن ينتج رئيساً للجمهورية.
حتى الرئيس بري نفسه حين سُئل في مجلس خاص عمّا يتوقعه من الحوار، لم يكن متأكداً وجازماً بأنه سيؤدي الى النتيجة المرجوة منه، لكنه في الوقت عينه مقتنع بأن أي حوار بين الأفرقاء السياسيين سيكون أفضل بكثير من الإبقاء على الوضع الحالي، وبطبيعة الحال من تمترس البعض وراء ترشيحات لن تقدّم ولن تؤخر في المشهد الرئاسي الذي أصبح الجميع على قناعة بأنه متجه نحو الفراغ كيف لا، وعهد الرئيس ميشال عون بات في أيام الخمسة الأخيرة، من دون أن يتمكن المجلس النيابي من إنتخاب رئيس.
يقول زوار عين التينة "حتى لو يتمكن الحوار من تحقيق الخرق الرئاسي، فقد ينجح على الأقل بلفت نظر الدول المهتمة بالشأن اللبناني وقد يدفع مراكز القرار في هذه الدول بالدعوة الى مؤتمر حواري دولي لمساعدة لبنان على تخطي أزمته التي تشكل إنتخابات رئاسة الجمهورية مفتاح حلّها، والإتكال في هذا المجال على إتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وما يتطلبه تنفيذها من إستقرار لسنوات في لبنان والمنطقة ومن ضمنها سوريا، كي تصل عملية إستخراج الغاز الى خواتيمها السعيدة من دون أن تتعرض لنكسات وعراقيل الجميع بغنى عنها وعلى رأس هذا الجميع تأتي الولايات المتحدة الأميركية التي رعت مفاوضات الترسيم بين لبنان وإسرائيل وحرصت كل الحرص بأن تصل الى ما وصلت اليه الأمور من إتفاق.
إذاً سيتحدث الرئيس نبيه بري مع الجارة كي تسمح الكنِّة وهنا المقصود بالجارة الأفرقاء السياسيون وبالكنة المجتمع الدولي، آملاً بأن يلقى كلامه الصدى المطلوب في عواصم القرار.