مارون ناصيف - خاص موقع LebanonOn
لم يعلن حزب الله موقفه النهائي من جلسة الخميس التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. لم يقل الحزب كلمته بعد ولم يكشف إذا كان أعضاء كتلته النيابية الذين ساهموا في الجلسة الأولى بتطيير النصاب بعد إنتهاء التصويت في الدورة الأولى، سيحضرون جلسة الخميس أم لا، لكن الأكيد الأكيد هو أن قيادة الحزب ليست متحمسة لجلسة الخميس وذلك يعود لأسباب عدة.
أولّها بحسب زوار الضاحية، هو عدم التوصل الى إتفاق مع الحلفاء وعلى رأسهم التيار الوطني الحر وتيار المرده على إسم المرشح الرئاسي الذي يجب أن تخاض به المعركة. وثانيها لأن الحليف أي التيار الوطني الحر أعلن على لسان رئيسه النائب جبران باسيل مقاطعته الجلسة لتزامنها مع ذكرى 13 تشرين الأول 1990 يوم أخرج العماد ميشال عون آنذاك من قصر بعبدا بالقوة وبعد تدخل للطيران الحربي السوري. أما السبب الثالث فيعود الى عدم رغبة الحزب بالمشاركة في جلسة سيؤدي تصويتها إذا إكتمل نصابها الى أمرين هو بغنى عنهما:
الأمر الأول هو رفع عدد الأصوات التي حصل عليها المرشح ميشال معوض في الجلسة الأولى من 36 الى 40 وقد يكون الى 43 وذلك بسبب مشاركة النواب الذين تغيبوا عن الجلسة الماضية بداعي السفر كنعمة افرام وسليم الصايغ وفؤاد مخزومي ومن دون عذر كستريدا جعجع، وإنضمام نائبين أو ثلاثة اليهم من بين الذين إقترعوا لـ"لبنان" في الجلسة الأولى. والأمر الثاني هو إنخفاض عدد النواب الذين صوتوا بورقة بيضاء من 63 الى 42 بسبب تغيب نواب تكتل لبنان القوي عن الجلسة للسبب السياسي الذي أعلن عنه باسيل أي ذكرى 13 تشرين التي يحييها التيار سنوياً تكريماً لشهداء الجيش والمدنيين الذين سقطوا في ذلك اليوم الأسود من تاريخ لبنان.
أضف الى كل ما تقدم هناك سبب رابع وجوهري يجعل قيادة الحزب غير متحمسة لجلسة الخميس ألا وهو وبكل بساطة، عدم التوافق السياسي بين أفرقاء النزاع على رئيس للجمهورية يمكن أن يتأمن النصاب في كل الدورات بمجرد أن يطرح إسمه ويمكن أن ينال ثلثي الأصوات أي 86 في الدورة الأولى أو الأكثرية المطلقة اي 65 في الدورات اللاحقة كي يفوز ويصبح رئيساً للجمهورية الأمر الذي سيجعل الجلسة غير منتجة وفولكلورية وسيحولها الى منبر للمزايدات السياسية حول تعطيل النصاب من قبل فريق وتأمينه من الآخر علماً أن الحزب لا يتأثر أبداً بكل الحملات التي تشن ضده على خلفية تعطيل النصاب وهو يمارس هذا التعطيل اليوم كما مارسه بين عامي 2014 و2016 ومن دون تردد على إعتبار أنه حق دستوري لأي نائب.
على أي حال، موقف الحزب النهائي من الجلسة لن يتأخر وقد يعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في إطلالته المسائية الليلة حتى ولو أنها مخصصة للحديث عن الإتفاق على ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل وهو ما يعتبره حزب الله من ابرز إنجازاته.